المراسيم بخطه بين السطور"، وقوله: "وهو أول من اتخذ الشاش والقماش للعسكر، والأقبية المفتوحة، والطرز الذهب، والحوايص الذهب، والأقبية القاقم. وهو أول من رتب المواكب في القصر على هذا الترتيب الحسن"، وقوله: "وأيبك الأشقر وهو أول من تسمى مدبر المملكة"، وقوله عن الأمير شيخوا: "وهو أول من سمى بأمير كبير، ولبس لها خلعة".
واهتم بإيراد وفيات الأعيان من الناس في نهاية حديثه عن السلاطين، وكان هذا منهجه في نهاية ذكر كل سلطنة إلا أنه خالفه في بعض الأحيان فكان يذكرهم في نهاية كل سنة، وكان يذكر أسماءهم فقط دون ذكر تاريخ الوفاة أو معلومات عن المتوفى إلا في قليل النادر، ويرجع ذلك لأنه أراد أن يخرج كتابه مختصرًا وأكد على ذلك فيقول: "وتوفي في أيامه جماعة كثيرة من أعيان العلماء والقضاة والفقهاء وأعيان الناس لم نذكرهم هنا خوف الإطالة"، كما أنه كان يصنف هذه التراجم فيقول "ومن الشعراء".
اهتم بإيراد القصائد الشعرية ومقاطع الزجل، وكان أحيانا ينسب الأبيات لصاحبها وأحيانًا كثيرة لا ينسبها فيقول "قال قائل" أو "كما قيل في المعني"، وكان يذكر الأبيات من حفظه لذلك كثيرًا ما أورد أبياتًا لشعراء تختلف عما ورد في ديوان الشاعر نفسه.
رابعًا - طريقته في الاختصار:
* ترك ابن إياس لنا تراثًا تاريخيًا هامًا، يحوي ثلاثة كتب تاريخية، أهم هذه الكتب كتابه المسمي "بدائع الزهور في وقائع الزهور" هو الأصل الذي اعتمد عليه في إخراج ملخص عن تاريخ مصر سماه "عقود الجمان في وقائع الأزمان"، وكتاب آخر مختصر وهو "جواهر السلوك في أمر الخلفاء والملوك"، لم يصل إلينا مقدمة بخط ابن إياس لهذه الكتب الثلاثة، وما جاء إلينا فقط هو بداية من الجزء الرابع إلى نهاية الجزء الحادي عشر من بدائع الزهور، والجزء الثاني من عقود الجمان، وجزء من جواهر السلوك.
* فرغ ابن إياس من كتابه "بدائع الزهور" في يوم الأربعاء سلخ ذي الحجة سنة ٩٢٨ هـ، وفرغ من كتابه "عقود الجمان" الجمعة ١٧ ربيع الأول سنة ٩٠٥ هـ، وفرغ من كتابه "جواهر السلوك" بعد ذي الحجة سنة ٩٠٥ هـ، ولذلك نقول أنه شرع في البدء بتأليف الملخص والمختصر قبل أن ينتهي من