للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ليخفف بالاختصار حفظه، ويقرب بالجمع والإيضاح فهمه (١)، وقد نتج عن ذلك كثير من المؤلفات تُسمى ب "الجوامع والمتون".

ومن هذه الجوامع كتاب "محبوب الشمائل في كشف المسائل" للقوشجي، جمع فيه عشرين متنًا كل متن في علم من العلوم؛ وكذلك ألف حاجي خليفة "جامع المتون" جمع فيه نحو ثلاثين من المتون المشهورة في كل فن، ثم اختار منها اثني عشر متنًا من مختصرات تلك المتون في مجلد أصغر حجمًا سماه "مختصر جامع المتون" (٢).

- مدى اهتمام المؤلفين بالتلخيص:

اهتم كثير من المؤلفين العرب بتلخيص النصوص، وفي هذا المجال نلاحظ ما يلي:

[١. الجمع بين التلخيص والتأليف]

اشتهر كثير من المؤلفين بالجمع بين التلخيص والتأليف، ومن هؤلاء ابن منظور الذي كانت أغلب مؤلفاته اختصارًا لكتب "الأدب والتاريخ المطولة كالأغاني والعقد والذخيرة ومفردات ابن البيطار وتاريخ دمشق وربما بلغت مختصراته خمسمائة مجلد، كما يذكر السيوطي (٣). وقد ألف ابن منظور "لسان العرب"، جمع فيه بين التهذيب والمحكم والصحاح وحواشيه والجمهرة والنهاية.

وكان الذهبي مولعًا بالاختصار، ويروي أنه اختصر أكثر من خمسين كتابًا (٤).

[٢. التخصص في التلخيص]

لوحظ أن بعض الملخّصين، قد ركز اهتمامه على تلخيص مؤلفات مؤلف معين، ومن هؤلاء الفتح بن علي البنداري، الذي اشتهر باختصاره كتب عماد الدين الأصفهاني، وقد فقدت بعض الأصول وبقي التلخيص، ومن أمثلتها: "سنا البرق الشامي"، وهو مختصر لكتاب "البرق الشامي"، للعماد الأصفهاني.


(١) من مقدمة البرهان في وجوه البيان، لإسحاق بن إبراهيم بن وهب. (انظر: البلاغة تطور وتاريخ، ٩٣).
(٢) انظر نماذج من الجوامع في: كشف الظنون ١/ ٥٧٢ - ٥٧٣، ٢/ ١٦١١.
(٣) بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، ١/ ٢٤٨.
(٤) الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام، ١١١، ١١٥، ١٣٢.

<<  <   >  >>