للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر سلطنة الملك العزيز أبي المحاسن جمال الدين يوسف ابن الملك الأشرف برسباي الظاهري (١)

وهو الثالث والثلاثون من ملوك الترك وأولادهم، وهو التاسع من ملوك الجراكسة وأولادهم بالديار المصرية؛ تسلطن بعد موت أبيه الملك الأشرف برسباي، في يوم السبت ثالث عشر ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وثمانمائة، فتسلطن وله من العمر أربع عشرة سنة، وأمه أم ولد جركسية تسمى جلبان.

فلما تسلطن وجلس على سرير الملك، استقر بالمقر السيفي جقمق العلائي أتابك العساكر ونظام المملكة على عادته، فاستمر على ذلك مدة يسيرة.

ثم إن جماعة من الأمراء والمماليك الأشرفية صاروا يعارضون الأتابكي جقمق في الأمور، فوقع الخلف بينه وبين الأشرفية فقصدوا قتله مرات عديدة، ثم إن جماعة من المؤيدية والناصرية والسيفية تعصبوا للأتابكي جقمق، فقويت شوكته، ووثب على الملك العزيز يوسف، واتقع مع الأشرفية وقعة قوية، فانكسروا الأشرفية وانتصر الأتابكي جقمق عليهم، بعد أمور يطول شرحها عن هذا المختصر، وآخر الأمر أن الملك العزيز خلع من السلطنة، وتولى الأتابكي جقمق، وذلك يوم الأربعاء تاسع (٢) عشر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة.

فكانت مدة سلطنة الملك العزيز يوسف ابن برسباي بالديار المصرية ثلاثة أشهر وستة (٣) أيام، فكانت سلطنته ليس له فيها إلا مجرد الاسم فقط؛ لأجل كتب العلامة، والأمر كله للأتابكي جقمق.


(١) أخباره في: بدائع الزهور ٢/ ١٩٠ - ١٩٨؛ جواهر السلوك ٣٢٥ - ٣٢٦.
(٢) في بدائع الزهور ٢/ ١٩٧: "سابع".
(٣) في بدائع الزهور ٢/ ١٩٨: "خمسة".

<<  <   >  >>