للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما أن هناك مختصرات لم تلق قبولًا عند أهل العلم، منها: كالذي اختصر كتاب محمد بن الحسن الشيباني، قال السمعاني: "وقيل: لما اختصر كتاب الأصل الذي صنفه الإمام الرباني محمد بن الحسن الشيباني رآه في المنام، فقال له محمد: مزق الله جلدك كما مزقت كتابي، فاستجاب الله دعاء محمد بن الحسن عليه" (١).

ومثل: مختصر المقاصد الحسنة، قال عنه العجلوني: "فإنه اختصر المقاصد الحسنة لشيخه المذكور، لكنه أخل بأشياء مما فيه مسطور" (٢).

ومثل: مختصرات الصابوني في العصر الحديث، وقد ألفت كثير من الكتب في نقدها، مثل كتاب: "التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير"؛ للشيخ بكر أبو زيد.

قال الألباني: "وهناك أشخاص آخرون ظهروا في ساحة التأليف والكتابة فيما لا يحسنون، وأخص بالذكر منهم الشيخين الحلبيين اللذين اختصر كل منهما "تفسير الحافظ ابن كثير" (٣).

- نسبة التلخيص إلى المؤلفين (٤):

وإذا نظرنا إلى التخليص كنشاط تأليفي، نلاحظ:

١ - أن التلخيص ينسب إلى القائم به كعمل تأليفي جديد.

٢ - أن بعض النصوص ينشأ موجزًا منذ بداية تأليفه، ويعتبر في هذه الحالة نصًا أصليًا صادرًا عن مؤلفه، وليس تلخيصًا لعمل سابق. وقد فعل ذلك صاعد الأندلسي في كتابه "طبقات الأمم" الذي راعي الإيجاز في تأليفه منذ البداية.

٣ - أن التلخيص يقوم به في الغالب شخص غير المؤلف، ويمثل ذلك النسبة الغالبة في التلخيص.

٤ - أن مؤلف العمل الأصلي يقوم أحيانًا باختصار بنفسه، وإذا كان مطولًا، كما فعل ابن إياس الذي اختصر "بدائع الزهور"، وابن تغري بردي الذي اختصر "النجوم الزاهرة"، وقبلهم الذهبي الذي اختصر أيضا "تاريخ الإسلام".


(١) الأنساب، ٨/ ١٩٢.
(٢) كشف الخلفاء ١/ ١٣.
(٣) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، ٤/ ٧٤.
(٤) عبقرية التأليف العربي، ٢١٨ - ٢١٩.

<<  <   >  >>