للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر سلطنة الملك الأشرف أبي المعالي زين الدين شعبان ابن الأمجد حسين بن الناصر محمد بن المنصور قلاون (١)

وهو الثاني والعشرون من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية، تسلطن في يوم الثلاثاء خامس عشر شعبان سنة أربع وستين وسبعمائة، وكانَ لَهُ مِنَ العمر لما تسلطن إحدى عشرة سنة (٢).

وكان مليح الشكل، بديع الجمال، فلما لبس خلعة السلطنة، وجلسَ عَلى سرير الملك، وتلقب بالملك الأشرف، وَدُقتْ لهُ بالبشائرُ، ونُودي باسمه في القاهرة، فضجُّوا النَّاسُ لَهُ بِالدُّعَاءِ، وفيهِ يَقُولُ القيم خلف الغُباري (٣)، من زجل لطيف:

حَبَّ قلبي شعبان موفق رشيد … وجمالو أشرف وَمَالو حُدُود

وأبوه الحسين وعمو الحسن … وارث الملك من جدود الجدود

سل لحظك صارم لقتل العدا … وأنت منصور طول المدا والسنين

زعق السعد بين يديك شاويش … فرَّحَ القلب بَعدَ مَا كان حزين

ونصب لك كرسى على المملكة … وظهر لك نصره بفتحو المبين

والعصايب من حولك اشتالت … خفقت في الركوب عليك - البنود

فاحكم احكم في مصرَ يَا سُلطان … فجميع الملاح لحسنك جنود

فلما تم أمر الأشرف شعبان في السلطنة، أقر الأتابكي يَلبُغَا العُمري على عادته أمير كبير، واستقر بالمقر السيفي منكلي بغا الشمسي في نيابة


(١) جاءت أخباره في: بدائع الزهور ١/ ٢/ ٣ - ١٨٧؛ جواهر السلوك ٢٠٦ - ٢٢٥.
(٢) في بدائع الزهور ١/ ٢/ ٣: "اثنتى عشرة سنة"؛ وفي البداية والنهاية تح: التركي ١٨/ ٦٧٧ والسلوك لمعرفة دول الملوك ٣/ ١/ ٨٣ والنجوم الزاهرة ١١/ ٢٤: "له من العمر عشر سنين". وفي البداية والنهاية تح: بشار ١٦/ ٤٤٣: "له من العمر عشرون سنة"؛ وفي جواهر السلوك ٢٠٦: "إحدى عشرة سنة" وفي ص ٢٢٢: "وتولى الملك وعمره عشرين سنة".
(٣) هو خلف بن محمد الغباري عاش في القرن الثامن الهجري، وكان فقيها وعالما وأديبا وشاعرا ينظم الشعر الفصيح ولكنه اشتهر بنظم الزجل. (د. شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي، د. شوقي ضيف ٧/ ٣٩٣).

<<  <   >  >>