للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- الذهبي وصف كتابه (العبر في خبر من غبر) بقوله: " فهذا تاريخ مختصر على السنوات أذكر فيه ما قدر لي من أشهر الحوادث والوفيات مما يتعين على الذكي حفظه ويتحتم على العالم إحضاره" (١).

- ابن كثير قام باختصار السيرة النبوية تلبية لحاجة طلبة العلم للتعرف على سيرة النبي، ومراعاة لمستواهم وقابلياتهم إذ لا يقوى الإنسان على استيعاب قراءة السيرة في أربع مجلدات فاختصرها في مجلد واحد بعنوان (الفصول في اختصار سيرة الرسول)، وأشار في خطبة الكتاب بأن هذا الكتاب "مما يمس حاجة ذوي الأرب إليه، على سبيل الاختصار (٢).

[ثالثا: تذكرة للعلماء]

إذا كانت الكتب المختصرة يطلبها طلبة العلم والناس كافة ممن ينشدون المعرفة كونها توفر لهم معلومات مفيدة وموجزة تسهل عليهم حفظها والانتفاع منها، فأن الكتب المختصرة أيضًا تقدم فائدة للعلماء، حيث يمكن مراجعتها بسرعة للحصول على المعلومات المركزة فتكون لهم في حلقات الدرس وعند الحاجة، وما يجدر ذكره أن العلماء مهما بلغوا من درجة في سعة العلم فأنهم معرضون للنسيان إذ أن آفة العلم النسيان، وهم بحاجة إلى المراجعة والتذكير.

ومنها قول ابن العماد الحنبلي في كتابه (شذرات الذهب) عن سبب التأليف بقوله: " فهذه نبذة جمعتها، تذكرة لي ولمن تذكر، وعبرة لمن تأمل فيها وتبصر، من أخبار من تقدم من الأماثل وغبر، وصار لمن بعده مثلا سائرا وحديثا يذكر " (٣).

رابعًا: طلب وتكليف رجال الدولة:

ظهرت مجموعة من المؤلفات المختصرة ألفت بناء على طلب أو تكليف أحد رجال الدولة كالخلفاء أو السلاطين أو الأمراء أو الوزراء، والسبب وراء ذلك يعود إلى ما تتضمنه الكتب المختصرة من معلومات موجزة تغني بقراءتها عن مراجعة الكتب المطولة، فرجال الدولة في أمس الحاجة إلى قراءة الكتب التاريخية لأجل الاطلاع على أحوال الأمم الماضية للتسلية أحيانًا أو للعظة والعبرة أو لمجرد المعرفة ولعًا بالتاريخ.


(١) العبر ١/ ٣.
(٢) الفصول في اختصار سيرة الرسول ٣٠.
(٣) شذرات الذهب ١/ ١١٠.

<<  <   >  >>