للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر سلطنة الملك الظاهر أبي سعيد سيف الدين خشقدم الناصري المؤيدى (١)

وهو الثامن والثلاثون من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية، وهو أول ملوك الروم بمصر إن لم يكن أيبك التركماني مِنَ الرُوم، ولا لاجين من الروم، فهو أولهم خشقدم.

فكان أصلهُ رُومي الجنس، جلبه الخواجا ناصر الدين، وبه كان يُعرف بالناصري، فاشتراه منه الملك المؤيد شيخ، وصار خاصكي في دولة الملك المظفر أحمد بن المؤيد شيخ، ودام على ذلك دهرًا طويلًا، إلى أن تسلطن الملك الظاهر جقمق فأمره أمريّة عشرة، وذلك في سنة ست وأربعين وثمانمائة، وجعله من جملة رؤوس النوب، واستمر على ذلك إلى سنة خمسين وثمانمائة، فأنعم عليه السلطان بتقدمة ألف بدمشق، فدام بها إلى أن تغير خاطر السلطان الملك الظاهر جقمق على الأمير تاني بك الظاهري حاجب الحجاب، بسبب عبد قاسم الكاشف الذي كان قد اشتهر بالصلاح، فلما نُفي الأمير تاني بك إلى دمياط وأقام بها، فسعى القاضي زين الدين أبو الخير بن النحاس وكيل بيت المال هو والأمير تمربغا الدوادار الثاني إلى الأمير خشقدم، فأحضره السلطان من دمشق، وأنعم عليه بتقدمة ألف الذي كانت بيد الأمير تاني بك حاجب الحجاب، وذلك في صفر سنة أربع وخمسين وثمانمائة، فأقام على ذلك إلى أن مَاتَ الملك الظاهر جقمق، وتسلطن الملك الأشرف أينال استقر به أمير سلاح، وسافر في أيامه باش العسكر إلى تجريدة ابن قرمان، فلما رجع أقام على ذلك إلى أن مات الأشرف أينال، وتسلطن ولده الملك المؤيد أحمد في سنة خمس وستين وثمانمائة، فاستقر به أتابك العساكر بالديار المصرية عوضا عن نفسه، فلما وثب المماليك على الملك المؤيد في شهر رمضان وانكسر، فتسلطن


(١) أخباره في بدائع الزهور ٢/ ٣٧٨ - ٤٥٨؛ وجواهر السلوك ٣٤١ - ٣٤٧.

<<  <   >  >>