للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحمد بن إياس الحنفي، عامله الله تعالى بلطفه الخفى، في يوم الجمعة سابع عشر ربيع الأول سنة خمس وتسعمائة».

ثالثًا - تنظيم مادته:

بدأ المؤلف تاريخه بذكر سير الخلفاء في الجزء الأول منه، وانتهى منه حتى نهاية فترة الدولة الأيوبية وهذا الجزء في حكم المفقود، أما الجزء الذي بين أيدينا الآن هو الجزء الثاني الذي يبدأ من تولى شجرة الدر الحكم سنة ٦٤٨ هـ ثم تنازلها عن الحكم لمعز أيبك، وبعدها انتقل إلى التأريخ للحوادث في عهد أيبك مرتبة على السنين، ثم تناول سلاطين المماليك البحرية بالذكر حسب تولي كل سلطان إلى أن انتهى بسلطنة الصالح أمير حاج بن الأشرف شعبان، ليبدأ بذكر ابتداء دولة الجراكسة بسلطنة الظاهر برقوق، ثم يتتبع ذكر السلاطين إلى أن يصل نهاية سلطنة الناصر محمد بن قايتباي و به يختتم هذا الجزء.

وكان منهجه في إيراد مادته كان يذكر اسم السلطان، وتاريخ التولية، وطريقة توليته، ومُدَّة الحكم، وعمائره التي أنشأها أو جدَّدها، وبعض الحوادث المهمة التي وقعت في عهده كالحروب والفتن، ومن توفي في عهده، وذلك على عادة مؤرخي عصره.

وكان يختم ترجمة كل سلطان عادة بذكر من تولي بعد هذا السلطان، وأنه أورد أخباره مختصرًا، كما اهتم بذكر الصفات الخُلُقية والخلقية لشخصياته التاريخية، وذلك للسلاطين وبعض الأمراء.

وكان منهجه في ترتيب الحوادث أنه اتبع المنهج الحولي، فكان يرتب الحوادث على السنين إلا في بعض المواضع كان يهتم بإيراد الحدث كاملا دون مراعاة الترتيب الحولي وذلك في ذكره عن الغلاء، وكان يستهل كلامه في إيراد الحدث بعدة ألفاظ منها: "ثم دخلت سنة"، "وفيها"، "وفي هذه السنة"، "وفي أوائل دولته"، "وفي أواخر هذه السنة".

اهتم ابن إياس بذكر أخبار النيل وكذلك الغلاء والسلع، كما اهتم بالأوبئة والأمراض وحصر عدد الوفيات بسبب تلك الأوبئة، وكذلك اهتم بالظواهر الطبيعية كالنجوم والفلك.

اهتم ابن إياس بذكر الأوائل من الأحداث، فيقول: "وهو أول من أسكن المماليك في أبراج القلعة، وَسمَاهُم البرجية"، وقوله: "وَهوَ أُولُ سُلطان حشا في

<<  <   >  >>