المفتاح في المعني والبيان"، وقد فاق هذا التلخيص ما سبقه من تلخيصات للنص الأصلي، وصار كأصله وكتبت عليه شروح، وذلك للإضافات التي أضافها القزويني على الكتاب.
٢) إضافة زوائد من عند القائم بالتلخيص وأبرز الأمثلة في ذلك الذهبي، حيث قام باختصار كتاب "أسد الغابة في معرفة الصحابة" لابن الأثير، ثم زاد عليه وخرحه في كتاب جديد بعنوان "تجريد أسماء الصحابة".
٣) استد ر اك ما فات مؤلف النص الأصلي: وذلك مثل تلخيص أبي حيان النحوي الغرناطي لكتاب "التقريب" الذي ألفه أستاذه ابن عصفور، وسمه بـ "تقريب التقريب".
ومنها: بناء كتاب جديد على التلخيص اتخذ التلخيص في بعض الأحيان، كنواة لبناء كتاب جديد، فقد لخصت "مقدمة ابن خلدون" تلخيصا محكما وأدمجت في كتاب جديد يُعد مكملاً لها، وهو "بدائع السلك في طبائع الملك" لابن الأزرق الغرناطي.
ومنها ارتباط التلخيص بالتهذيب: توجد بينهما علاقة وثيقة، ومن أمثلة التهذيب والتيسير لكتب الأصول وعرضها بشكل يناسب قارئ العصر، الأعمال التالية لعبد السلام هارون:
* "تهذيب سيرة ابن هشام".
* "تهذيب إحياء علوم الدين" للغزالي.
* "تهذيب الحيوان" للجاحظ.
- النصوص الملائمة وغير الملائمة للتلخيص:
يمثل التلخيص مدرسة متطورة في التأليف العربي، تم فيه تكثيف واختزال رموز الاتصال من الكلمات والجمل، ولكن هناك نصوصا لا تقبل التلخيص بطبيعتها لأن النص في هذه الحالة يمثل قيمة في حد ذاته، وله خصوصيته التي لا تسمح بالتصرف في بنيته الأصلية. فالنصوص الدينية المقدسة، والأشعار والقصص على سبيل المثال، لا يجدي معها التعامل مع الأفكار بمصاحبة النص الأصلي. فليس من المقبول فنيا أو أدبيا أن يلخص نص أدبي، ولكن من الممكن هو عرض الخط الرئيسي للعمل الأدبي أو حبكته الأدبية.