للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بمكة، بسبب ما وقع وقت ذاك بين السلطان المملوكية وبعض المكيين، كما لقي في هذه السفرة شدائد عظيمة من الغلاء وموت الجمال (١).

[٥ - مصادر دخله]

لم يشر ابن إياس إلى عمله بأى وظيفة مدنية حرة أو داخل دواوين الدولة، وإنما اكتفى بما يأتيه من إقطاعه أجناد الحلقة (٢) فقط، لأنه من أولاد الناس، إقطاعه هذا كان عرضه بين الحين والآخر لتقلبات أحوال الدولة في عهد الغوري، وقد أخذه السلطان الغوري في جمادى الآخرة سنة ٩١٤ هـ / ١٥٠٨ م، ثم استطاع استعادة تلك الإقطاع في السنة التالية بعد أن أبلغ ظلامته للسلطان، فقد عاش المؤرخ من موارد إقطاعه الذي ورثه عن أسرته، تلك الموارد التي أعانته طوال حياته على التفرغ للتأليف وكتابة التاريخ، فترك لنا عدة مؤلفات سيأتي ذكرها، ونظم الشعر.

[٦ - صلته بأعيان عصره]

كان ابن إياس على اتصال ببعض أعيان البلاط السلطاني في عهود مختلفة كالأمير تمراز الشمسي، والأمير أقبردي الدوادار الكبير، وكلاهما من رجال عصر السلطان قايتباي.

وأبو بكر بن مزهر وابنه البدري محمد، والقاضي محمود بن أجا، وهم ممن شغل وظيفة كاتب سر في الدولة.

وصلته بأخيه الجمالي يوسف الذي أمده بما جرى بالقلعة من أخبار، ولا سيما أخبار المدفعية التي عني ابن إياس بتدوينها والإشارة إلى إهمالها على عهد السلطان الغوري.

[٧ - أخلاقه]

يقول د. حسين عاصي: "لا سبيل لمعرفة ما اشتهر به ابن إياس من صفات عند معاصريه، ما دام الموجود من كتب المعاصرين والمتأخرين لا ينبئ عنه


(١) بدائع الزهور ٣/ ١٤٤ - ١٤٥.
(٢) يُقصد به الجنود الذين يمنحون إقطاعات ينتظمون في وحدات، عدد عناصر كل وحدة أربعون شخصًا، يرأسهم مقدم ليس له عليهم حكم إلا في أوقات الحرب. معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص ١٩.

<<  <   >  >>