ذكر عود الملك الناصر فرج ابن الظاهر برقوق إلى السلطنة (١)
وهي السلطنة الثانية، عاد وجلس على سرير ملكه، في يوم الخميس رابع جمادى الآخر من السنة المذكورة.
ثم قبض على الأتابكي بيبرس، وقيده وأرسله إلى السجن بثغر الإسكندرية، ومعه جماعة من الأمراء ممن كانوا من عُصبة أخيه عبد العزيز.
ثم أخلع على المقر السيفي تغري بردي واستقر به أتابك العساكر عُوضًا عن بيبرس؛ وأخلع على جماعة كثيرة من الأمراء المقدمين وغيرهم عُوضًا عن من سجن بثغر الإسكندرية.
وفي هذه السنة: توفى الإمام أمير المؤمنين المتوكل على الله محمد ابن أمير المؤمنين المعتضد بالله، وكانت وفاته في ليلة الثلاثاء ثامن عشرين رجب من السنة المذكورة، فكان مجموع خلافته بمصر إلى أن مات نحو خمسة وأربعين سنة.
وقيل: جاءه من صلبة أكثر من مائة ولد ما بين ذكور وإناث، ومسقوط، وتولى الخلافة من أولاده خمسة، وهم: العباس، وداوود، وسليمان، وحمزة، ويوسف، وقد تقدم ذلك في تراجم الخُلفاء، ولما توفي المتوكل تولى ابنه العباس الخلافة، وتلقب بالمستعين بالله.
وفي هذه السنة: أفرج السلطان عن الأمير نُورُوز الحافظي، وجكم العوضي، واستقر بهما نُوابًا، فلما خرجوا من مصر، خامروا عليه وأظهروا العصيان، والتف نُورُوز على شيخ المحمودي.