للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر

سلطنة الملك الناصر أبي السعادات

ناصر الدين محمد بن الملك الأشرف قايتباي (١)

وهو الثاني والأربعون من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية، وهو السادس عشر من ملوك الجراكسة وأولادهم بالديار المصرية؛ تسلطن من غير عهد من أبيه الملك الأشرف قايتباي، وذلك في يوم السبت سادس عشرين ذي القعدة من سنة إحدى وتسعمائة، وذلك في الساعة الرابعة من اليوم المذكور.

فحضر الخليفة المتوكل على الله عبد العزيز، والقضاة الأربعة في المقعد الذي في باب السلسلة، فخلعوا الملك [٣/ ٢٤٢/ ب] الأشرف قايتباي من السلطنة، وكان في النزع، وولوا ولده محمد عوضا عنه؛ ولقبوه بالملك الناصر، فلبس خلعة السلطنة، وركب من المقعد، وحملة القبة والطير على رأسه، فطلع إلى القصر الكبير، وجلس على كرسي المملكة، وباسوا له الأمراء الأرض، ودقت له البشائر، ونودي باسمه في القاهرة، وضج الناس له بالدعاء.

وكان له لما تسلطن من العمر نحو أربع عشرة سنة (٢)، وقد قارب البلوغ (٣)، وأمه أم ولد جركسية تُسمى ورد قان، وكان مولده في سنة تسع (٤) وثمانين وثمانمائة، وفيه يقول بعض الشعراء:


(١) أخباره في بدائع الزهور ٣/ ٣٣٢ - ٤٠٣؛ جواهر السلوك ٣٨٠ - ٣٩٩.
(٢) في بدائع الزهور ٣/ ٣٣٣: "نحو أربع عشرة سنة وأشهر "؛ أما في جواهر السلوك ٣٨٠: "نحو خمس عشرة سنة".
(٣) في الأصل "البلوغ".
(٤) في بدائع الزهور ٣/ ٣٣٤: "سبع"؛ وهو الصواب.

<<  <   >  >>