للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر سلطنة الملك المنصور عز الدين أبي العز عبد العزيز ابن الملك الظاهر برقوق ين أنس وقيل أنص العثماني الجركسي (١)

وهو السابع والعشرون من ملوك الترك وأولادهم الديار المصرية، وهو الثالث من ملوك الجراكسة وأولادهم بمصر؛ تسلطن بعد خلع أخيه الملك الناصر فرج في يوم الأحد، وقيل: يوم الإثنين سادس عشرين ربيع الأول سنة ثمان وثمانمائة، بعهد من أبيه الملك الظاهر برقوق عند موته، كما تقدم ذلك.

وكان له من العمر لما تسلطن عشر سنين، وقيل: دون ذلك؛ وأمه أم ولد تركية الجنس، تسمى قنقباى، فألبسوه خلعة السلطنة بعد أن بايعه الخليفة والقضاة، فركب من باب الستارة إلى القصر الأبلق، والأمراء مشاه بين يديه فجلس على سرير الملك، وباسوا له الأمراء الأرض، ونودي باسمه في القاهرة، ودقت له البشائر، وتلقب بالملك المنصور.

ولكنه لم يتم أمره في السلطنة ولا ساعده الزمان، كما قيل في المعنى:

مَا كُلُّ مَنْ طَلَبَ المَعَالِي نَافِذَا … فِيها وَلَا كُلُّ الرِّجَالِ فُحولا! (٢)

فوقع بين الأمراء الخُلف، ولا سيما المقر السيفي يشبك الشعباني الدوادار، فإنه كان في دولة الملك الناصر فرج صاحب الحل والعقد، وكان يتصرف في أمور المملكة بحسبما يختار من ذلك، فصار غيره متكلما في أمور الدولة، فعز ذلك عليه، والتفت إلى عود الملك الناصر فرج.

فلما رأى ذلك المقر السيفي السعدي سعد الدين ابن غُراب، فأسر إلى المقر السيفي يشبك الشعباني بأن الملك فرج عنده، ففرح الأمير يشبك بذلك، وأخذ في أسباب ظهور الملك الناصر.


(١) أخباره في بدائع الزهور ١/ ٢/ ٧٣٥ - ٧٤٠؛ جواهر السلوك ٣٠٤ - ٣٠٥.
(٢) بحر الكامل؛ لم يرد في بدائع الزهور؛ والبيت للمتنبي. (انظر: ديوان المتنبي ١/ ١٩٣).

<<  <   >  >>