للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر سلطنة الملك الأشرف سيف الدين أبي النصر برسباي الدقماقي الظاهري (١)

وهو الثاني والثلاثون من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية، وهو الثامن من ملوك الجراكسة وأولادهم.

وأصله جركسي الجنس، جلبه بعض التجار إلى البلاد الشامية، فاشتراه الأمير دقماق المحمدي نائب ملطية، مع جملة مماليك صغار، ثم أخذه الملك برقوق مع جعلة مماليك دقماق، وجعله من جملة مماليك الأطباق (٢) بطبقة الزمامية، وكان أغاته الأمير جركس القاسمي المصارع، ثم إن الملك الظاهر برقوق أعتقه، ثم بقى في دولة الملك الناصر فرج ساقيًا، ثم التف على شيخ ونوروز لما خامروا على الملك الناصر، فلما بقى المؤيد شيخ سلطانًا جعله أمير عشرة، ثم بقى أمير طبلخاناة، ثم بقى مقدم ألف، ثم تولى نيابة طرابلس، ثم مسك وحبس بسجن المرقب مُدّه، ثم أطلق وأنعم عليه بتقدمة ألف بدمشق، ثم قبض عليه الأمير جقمق الأرغون شاوي نائب الشام بعد موت المؤيد شيخ وسجنه، ثم أطلقه الأمير ططر لما كان بدمشق؛ فلما تسلطن ططر أحضره صحبته من دمشق إلى الديار المصرية، فاستقر به دوادار كبير عوضا عن الأمير علي باي المؤيدي، ثم استمر على ذلك إلى أن مات ططر؛ فوقع بينه وبين الأتابكي جاني بك الصوفي في دولة الملك الصالح محمد بن ططر فقبض على جاني بك الصوفي، وأرسله إلى السجن بثغر الإسكندرية، فعند ذلك تعصبوا له الأمراء، وخلعوا الملك الصالح محمد بن ططر من السلطنة، وسلطنوا برسباي وهو دوادار كبير، ولم يكن أتابك العساكر.


(١) أخباره في بدائع الزهور ٢/ ٨١ - ١٩٠؛ جواهر السلوك ٣٢٢ - ٣٢٥.
(٢) في جواهر السلوك ٣٢٢: "الأطناق".

<<  <   >  >>