للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي انتعشت الكتابة التاريخية، لتعرض البلاد للغزو الخارجي، فنظر المؤرخون للخطر الذي يهدد حضارتهم وتراثهم.

وفي القرن السابع والثامن الهجريين/ الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين، شهد القرن نشاطاً ملحوظاً في التأليف من ناحية وفي جمع الكتب وإنشاء المكتبات من ناحية أخرى والعناية بها، فقد وجد في كل مدرسة من مدارس الشام ومصر خزانة للكتب، كما وضعت أغلبية المساجد مكتبات احتوت على مختلف أنواع العلوم.

ومع ذلك التطور في الكتابة ظهر من ضمن الاتجاهات الكتابة التاريخية، اتجاه إلى كتب المختصرات والذيول والانتقاء من الكتب المطولة.

[مفهوم الاختصار]

الاختصار أو التلخيص هو فن من فنون الكتابة التاريخية، وهو عبارة عن التصرف في النص الأصلي، وقلما تُرك نص من النصوص القديمة المهمة بغير أن يلخص أكثر من مرة، وكان المؤلف نفسه أحيانًا يلخص بعض كتبه.

يعبر الإمام العتابي عن الاختصار فيقول: "ولاختصار هممهم، اختاروا المختصر في كل شيء" (١)، وعليه يقول د. كمال نبهان (٢): "ومن الطبيعي أن يزداد الاتكاء على المختصرات عندما تنقص الهمم في عصر أو مجتمع معين" (٣).

ويُعرف ابن مسعود التلخيص بأنه: "إيراد الأصول وحذف الفضول" (٤)، أما ابن عبد البر، فيعتبره "اكتفاء بالدرر والفرائد" (٥).


(١) كشف الظنون ٢/ ٩٦٣.
(٢) هو أ. د. كمال عرفات نبهان، ولد بمحافظة القليوبية عام ١٩٤١ م، متخصص في علم المكتبات، وله كتاب "عبقرية التأليف العربي علاقة النصوص والاتصال العلمي"، (انظر: كمال نبهان، عبقرية التأليف، ص ٦٣٩).
(٣) عبقرية التأليف ٢٠٠.
(٤) جوامع إصلاح المنطق، ٣.
(٥) الدرر في اختصار المغازي والسير، ١٢.

<<  <   >  >>