للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألوف؛ وأخلع على الأمير مصرباي واستقر والي القاهرة؛ وأنعم على جماعة كثيرة بأمريات أربعين، وبأمريات عشرة، فهذا ما كان من ترتيب الأمراء أرباب الوظائف في مبتدأ دولة الملك الناصر محمد.

ثم إن السلطان جمع سائر الأمراء، وحلفهم بأنهم لا يخونوا، ولا يغدروا، ويكونوا كلمة واحدة على فعل الخير، ومصالح المسلمين.

ثم إن السلطان أمر بالمناداة في القاهرة بأن الأمراء الذين (١) اختفوا مع الأمير أقبردي يظهرون وعليهم أمان الله، فظهر الأمير شادى بك أمير أخور، والأمير أينال الخسيف حاجب الحجاب، والأمير قائم قريب المقام الشريف، والأمير جانم مصبغه، فطلعوا إلى القلعة فأخلع عليهم الملك الناصر ونزلوا إلى بيوتهم.

ثم في أواخر النهار أرسل خلفهم الأتابكي قانصوه خمسمائة وأظهر أنه يمد لهم مدة، فتوجه إليه الأمير شادى بك، والأمير أينال، والأمير قائم، ولم يحضر الأمير جانم، فلما دخلوا إلى بيت الأتابكي قانصوه الذي في قناطر السباع أقاموا عنده إلى بعد العشاء وهو يشغلهم بالكلام، ثم حضر إليه الأمير مصرباي والي القاهرة فقبض عليهم، وتوجه بهم إلى نحو الحزيرة الوسطى، فكان أخر العهد بهم.

فلما كان يوم الثلاثاء ليلة الأربعاء ثامن عشرين جمادى الأول سنة اثنتين وتسعمائة ففي تلك الليلة عقيب مسك هؤلاء الأمراء، ركب الأتابكي قانصوه خمسمائة على الملك الناصر، وركب معه خشداشينه من الأمراء والعسكر، وركب معه سائر الأمراء المقدمين من القرانصة، والأجلاب، وسائر العسكر قاطبة، ولم يكن عند السلطان في القلعة من الأمراء أحد سوى الأمير قانصوه خال السلطان الملك الناصر محمد بن قايتباي، ومن المماليك الأجلاب نحو ألف مملوك، فلما ركب الأتابكي قانصوه طلع إلى الرملة، وملك باب السلسلة في تلك الليلة، وأقام به، وكان الأمير قانصوه الألفي أمير أخور كبير، وهو من خشداشين الأتابكي قانصوه حمسمائة.

فلما طلع النهار، وهو يوم الأربعاء تاسع عشرين جمادى الأول اجتمع سائر الأمراء في باب السلسلة، وأرسلوا خلف أمير المؤمنين المتوكل على الله عبد العزيز، والقضاة الأربعة، فلما حضروا قام الأمير كرتباي الأحمر وقال للخليفة: "يا أمير المؤمنين أن الأحوال قد فسدت بموجب أن السلطان صغير


(١) كذا في الأصل، والصواب "الذين".

<<  <   >  >>