للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن العناصر في سلطاننا اجتمعت … شمائلا بهرت من حين مولده

قد ناسب النار عزمًا والهوى خُلقًا … والبحر جودا وملك الأرض في يده (١)

فلما كان يوم الأحد سابع عشرين ذي القعدة توفي الملك الأشرف قايتباي بعد العصر، ودفن في يوم الإثنين ثامن عشرينه، كما تقدم.

فلما كان مستهل ذي الحجة من سنة إحدى وتسعمائة نزلوا بالأتابكي تمراز من باب القرافة، وهو مقيد، وخلفه أوجاقي بخنجر، فتوجهوا به إلى البحر، ونزلوا به في مركب، ومضوا به إلى ثغر الإسكندرية فسجن بها، وما كان أحد من الناس يشك بأن الأتابكي تمراز يتسلطن بعد الأشرف قايتباي، فما قسم له ذلك، وخانه الاعتقاد، ولم يبلغ فيما أمله المراد، فكان كما قيل في المعنى:

وقائل لي لما أن رأى قلقي … من انتظاري لآمال تعنينا

عواقب الصبر فيما قال أكثرهم … محمودة قلت أخشى أن تخزينا (٢)

فلما توجه الأتابكي تمراز إلى ثغر الإسكندرية، أخلع السلطان الملك [٢٤٤/ ١] الناصر على المقر السيفي قانصوه من طرا باي الشهير بخمسمائة، واستقر به أتابك العساكر بالديار المصرية عوضا عن تمراز الشمسي؛ واستقر تاني بك الجمالي أمير سلاح على عادته؛ واستقر أزبك اليوسفي أمير مجلس على عادته؛ وأخلع على المقر السيفي جان بلاط واستقر به دوادار كبير عوضًا عن أقبردي الدوادار؛ ولما حضر الأمير قانصوه الألفي وكان في السجن بقلعة صفد فأخلع عليه واستقر به أمير أخور كبير عوضا عن شاد بك.

ورسم بإحضار الأمير قانصوه الشامي، وقد تقدم أنه استقر نائب حماه، فلما حضر أخلع عليه واستقر به رأس نوبة النوب عوضا عن ثاني بك قرا، وكان تاني بك قرا، توجه في تلك السنة أمير حاج المحمل، فلما حضر قيدوه وأرسلوه إلى السجن بثغر الإسكندرية؛ وأخلع على الأمير كرتباي الأحمر كاشف البحيرة واستقر وزيرًا وأستادارًا عوضًا عن أقبردي.

وأنعم على الأمير ماماي بتقدمة ألف؛ وأنعم على الأمير كسباي بتقدمة ألف؛ وأنعم على الأمير يشبك قمر بتقدمة ألف؛ وأنعم على جماعة غيرهم بتقادم


(١) بحر البسيط.
(٢) بحر البسيط؛ البيتان في فوات الوفيات ٣/ ١٤٤: تنسب للسراج الوراق؛ والمحمودة اسم نبات يتخذ للإسهال؛ وفيه أيضا: "تخرينا"؛ ولم يرد ذكرهما في بدائع الزهور.

<<  <   >  >>