للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المقر الشهابي ابن العيني كانت زوجة الملك الظاهر خشقدم من حين كان مملوك سلطان إلى أن بقي سلطاناً، وهي خوند الأحمدية، وكانت تدعي أنها من فقراء الشيخ أحمد البدوي، ، فحجت في محفة زركش، فلما عادت أقامت مدة وماتت (١)، فتزوج السلطان بعدها بمستولديه خوند سوار باي، وأقام معها إلى أن مات. [ب/ ٢١٢]

ومن الحوادث في أيامه: أنه رسم للأتابكي جرباش المحمدي كرت بأن يتوجه إلى دمياط، فخرج هو وولده المقر الناصري محمد بن خوند شقراء، فأقاموا بدمياط إلى أن كانت دولة الملك الأشرف قايتباي، فرسم بإحضار الأتابكي جرباش وولده من دمياط فحضروا إلى الديار المصرية، فأقام الأتابكي جرباش مدة ومات ثم ماتت بعده خوند شقراء، ثم مات بعدها بمدة يسيرة ولدها المقر الناصري محمد.

ولما توجه الأتابكي جرباش إلى دمياط، أخلع السلطان علي المقر السيفي قائم التاجر واستقر به أتابك العساكر بالديار المصرية عوضا عن جرباش كرت، فأقام في الأتابكية مدة، ومات في أثناء دولة الملك الظاهر خشقدم في سنة سبعين وثمانمائة، ثم بقي تمربغا أمير مجلس عوضا عن قائم التاجر لما بقي أتابكي؛ ثم بقى أزبك من ططخ رأس النوب عوضًا عن تمربعًا.

فلما مات الأتابكي قائم أخلع السلطان على المقر السيفي يلباي المؤيدي أمير أخور كبير واستقر أتابك العساكر عوضا عن قائم التاجر؛ وأخلع على المقر الشهابي أحمد بن العيني واستقر به أمير أخور كبير عوضا عن يلباي (٢)، وكان المقر الشهابي أحمد بن العيني في دولة الملك الظاهر خشقدم صاحب الحل والعقد بالديار المصرية، وكان له كلمة نافذة وحرمة وافرة، وفيه يقول سيدي علي بن برد بك هذه الأبيات:

يا طاهر الأصل يا سبط الملوك ومن … حَازَ الطهارة مِنْ أصل بوجهين

البحر جدك والإجماع منعقد … على طهارة ماء البحر والعين (٣)

ومن الحوادث في أيام الملك الظاهر خشقدم: أنه لما أن قتل الأمير جاني بك نائب جدة رسم بنفي جماعة من الأمراء الظاهرية، فقبض على الأمير تمربغا


(١) خبر وفاة خوند الأحمدية (بدائع الزهور ٢/ ٤٣٥) في أحداث سنة ٨٧٠ هـ.
(٢) الخبر في بدائع الزهور ٢/ ٤٤٣: في أحداث سنة ٨٧١ هـ.
(٣) بحر البسيط؛ ولم يرد ذكرهما في بدائع الزهور.

<<  <   >  >>