للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكانت صفته قصير القامة جدا، أسمر اللون، مستدير اللحية، شايب الشعر، وكان دهاء في نفسه، كثير الحيل، وهو الذي كان القائم في تدبير أمر مملكة الظاهر خشقدم، ومسك الأمراء الأشرفية.

ولما قتل الأمير جاني بك، أخلع السلطان علي المقر السيفي يشبك الفقيه المؤيدي واستقر به دوادار كبير عوضًا عن جاني بك نائب جده؛ واستقر الأمير جاني بك المعروف بكوهية دوادار عوضًا عن الأمير جاني بك الظريف [١/ ٢١٢] الأشرفي.

وفي هذه السنة: جَرَّدَ السلطان العسكر إلى بلاد الفرنج، فأقاموا هناك مدّة ثم رجعوا وهم سالمون (١).

وفي هذه السنة: قبض السلطان على الصاحب علائي الدين علي بن الأهناسي، وكان قد رقى في أيامه حتى بقى وزيرًا وناظر الخاص، وعظم أمره في دولة الملك الظاهر خشقدم فقبض عليه وصادره واستصفى أمواله، ثم نفاه إلى مكة، فتوجه من البحر المالح إلى مكة، فأقام بها إلى أن مات في سنة تسع وستين وثمانمائة، ولما قبض عليه السلطان استقر بالصاحب مجد الدين ابن البقري وكان اسمه شاكر (٢).

وفي هذه السنة وهي سنة تسع وستين، فيها: أنعم السلطان على المقر الشهابي أحمد بن العيني بتقدمة ألف (٣).

وفيها: حجت خوند الأحمدية زوجة الملك الظاهر خُشقدم، وكان المقر الشهابي أحمد بن العيني أمير المحمل، فكان له لما خرج من القاهرة طلب عظيم، واقترح في طلبه أشياء لم يسبق إليها، فمن جملة ذلك أنه صنع أكوارًا من الذهب مرصعة بفصوص من البلخش والفيروز، وصنع كنابيش من الذهب مكللة باللؤلؤ والريش، وصنع أشياء من هذا النمط لم يسبق إليها، وخرج في موكب عظيم، والأمراء المقدمين قدامه، وغالب العسكر (٤)، وذلك لكون أن جدة


(١) الخبر في بدائع الزهور: ٢/ ٤٠٣: في أحداث سنة ٨٦٧ هـ.
(٢) الخبر في بدائع الزهور: ٢/ ٤٠٥: في أحداث سنة ٨٦٧ هـ؛ وأنه اختفى وقبض عليه في سنة ٨٦٨ هـ. (انظر: بدائع الزهور ٢/ ٤١١).
(٣) الخبر في بدائع الزهور: ٢/ ٤١٤: في أحداث سنة ٨٦٨ هـ.
(٤) الخبر في بدائع الزهور: ٢/ ٤٢٠، ٤٢١: في أحداث سنة ٨٦٨ هـ.

<<  <   >  >>