للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأتابكي خُشقدم، وخلع الملك المؤيد من السلطنة، وذلك في يوم الأحد (١) سابع عشر شهر رمضان من سنة خمس وستين.

فتسلطن خُشقدم في يوم الأحد المذكور بعد الظهر، فلبس خلعة السلطنة من الحراقة التي بالأسطبل السلطاني، وركب من هناك، وحمل القبة والطير على رأسه المقر السيفي جرباش المحمدي المعروف بكرت أمير سلاح، وطلع من باب سرّ القصر الكبير، وجلس على سرير الملك، ودقت له الكوسات، ونودي باسمه في القاهرة، وضج الناس له بالدعاء، وتلقب بالملك الظاهر، وباسوا له الأمراء الأرض.

فلما تم أمره في السلطنة عمل الموكب، وأخلع على من يُذكر من الأمراء أرباب الوظائف، وهُم: المقر السيفي جرباش المحمدي المعروف بكرت واستقر أتابك العساكر عُوضًا عن نفسه؛ وأخلع على المقر السيفي قرقماس الجلب واستقر به أمير سلاح؛ وأخلع على المقر السيفي قائم التاجر المؤيدي واستقر به أمير مجلس؛ وأخلع على المقر السيفي يلباي المؤيدي واستقر به أمير أخور كبير؛ وأخلع على المقر السيفي جاني بك نائب جده واستقر به دوادار كبير؛ وأخلع على المقر السيفي برد بك البشمقدار (٢) واستقر به حاجب الحجاب (٣)، ورسم بإحضار المقر السيفي تمربعًا من مكة، فلما حضر أخلع عليه واستقر به رأس نوبة النوب؛ وأخلع على المقر السيفي جاني بك الظريف واستقر به دوادار ثاني مقدم ألف؛ وأنعم على الأمير جاني بك شاد الشربخاناه بتقدمة ألف؛ وأخلع على الأمير أينال الأشقر واستقر به والي القاهرة، فأقام مدة يسيرة ثم نقله إلى نيابة ملطية، فلما توجه إلى ملطية أخلع السلطان على الأمير تمر واستقر به والي القاهرة عُوضا عن أينال الأشقر؛ واستقر بالأمير تنم رصاص محتسب القاهرة.

أنعم بتقادم ألوف على جماعة من الأمراء المؤيدية، والظاهرية، الأشرفية، وعلى جماعة منهم بأمريات أربعين وأمرياتِ عشرة واستقر في أول دولته بالمباشرين والقضاة الأربعة كلّ أحدٍ على حاله، فهذا كان ترتيب الأمراء أرباب


(١) في بدائع الزهور ٢/ ٣٧٨: "السبت".
(٢) في بدائع الزهور ٢/ ٣٨١: "البجمقدار".
(٣) في جواهر السلوك ٣٤٢: من تولى حاجب الحجاب هو الأمير أزبك من ططخ"؛ وفي بدائع الزهور ٢/ ٣٨١: "يلباي الأينالي المؤيدي".

<<  <   >  >>