للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غير هؤلاء بتقادم ألوف وبطبلخانات، وبعشراوات، ثم أخلع على الأمير سُودُون المارديني واستقر رأس نوبة النوب عُوضًا عن أرسطاي؛ وأخلع على الأمير يلبغا السالمي واستقر أستادار العالية عُوضًا عن الصاحب تاج الدين عبد الرزاق، وأخلع على الأمير شهاب الدين أحمد بن عمر الحسني بن قطينه واستقر وزيرًا عُوضًا عن تاج الدين المذكور.

وفيها: هرب الأمير علائي الدين ابن الطبلاوي من القدس الشريف، وتوجه إلى عند تنم نائب الشام، ثم إن ابن قطينه استعفى من الوزارة، واستقر بها القاضي فخر الدين ابن غُراب.

وفيها: جاءت الأخبار من حلب بأن ابن عثمان صاحب بلاد الروم تحرك على بلاد السلطان، وأنه وصل إلى الأبلستين وملكها، وهو قاصد إلى غيرها من البلاد، فلما بلغ السلطان ذلك أمر الأتابكي أيتمش بعقد مجلس بالقصر الشريف، فحضر أمير المؤمنين والقضاة الأربعة، وشيخ الإسلام سراج الدين عمر البلقيني، وسائر الأمراء، وضربوا مشورة في أمر ابن عثمان، فوقع الاتفاق على الخروج إليه ومحاربته وانفض المجلس على ذلك.

ثم جاءت الأخبار بعد مدة بأن ابن عثمان بعد أن ملك ملطية، والأبلستين، رجع إلى بلاده، ولم يُشوش على أحدٍ من الرعيّة، ولم يأخذ لأحد من الرعية شيئًا، فبطل أمر التجريدة إليه.

وفي هذه السنة مات من الأعيان: الأمير بكلمش العلائي بالقدس الشريف؛ ومات به الأمير شيخ الصفوي أمير مجلس كان؛ ومات بسجن الإسكندرية الأتابكي كمشبغا الحموي؛ ومات أرغون شاه الإبراهيمي نائب حلب؛ ومات قاضي القضاة الشافعي عماد الدين الأزرقي (١)؛ ومات قاضي القضاة المالكي ناصر الدين سبط بن التنسي؛ ومات فيها جماعة غير هؤلاء من الأعيان.

ثم دخلت سنة اثنتين وثمانمائة، فيها: في يوم الثلاثاء حادي عشر المحرم ركب السلطان الملك الناصر فرج بن [٣/ ١٥ ب] الملك الظاهر برقوق، ونزل من القلعة، وزار قبر والده برقوق، ودخل من باب النصر، وشق من القاهرة، وكان له موكب عظيم، وهذا أول ركوبه، ثم طلع إلى القلعة.


(١) وهو عماد الدين أحمد بن عيسى بن موسى، مات بالقدس في سادس عشرين ربيع الأول ٨٠١ هـ. (انظر: بدائع الزهور ١/ ٢/ ٥٥٠).

<<  <   >  >>