للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي هذه السنة: جاءت الأخبار من دمشق بأن نائب الشام تنم الحسني أظهر العصيان، وخرج عن الطاعة وأطلق الأمراء المسجونين بدمشق، وهم: الأمير جلبان، وأقبغا اللكاش، وأحمد بن يلبغا العمري، وأزدمر أخو أينال اليوسفي، والجبغا الجمالي، وغير هؤلاء من الأمراء الذي (١) كانوا في السجن، فلما سمع السلطان والأمراء بهذا الخبر اضطربوا في بعضهم.

فلما كان يوم الخميس سابع (٢) ربيع الأول من السنة المذكورة طلب السلطان المقر الأتابكي أيتمش البجاسي فلما حضر، قال له السلطان: "أنا أدركت، وقصدي أن أترشد"، فأجاب المقر الأتابكي أيتمش بالسمع والطاعة، وطلب أمير المؤمنين، والقضاة الأربعة وشيخ الإسلام سراج الدين البلقيني، فلما كمل المجلس قام وكيل السلطان وهو المقر السعدي ابن غراب، فأدعى في ذلك المجلس على الأتابكي أيتمش، وقامت البينة بذلك، فأعذر الأتابكي أيتمش، وثبت رشد السلطان الملك الناصر فرج في ذلك اليوم، وحكموا به القضاة الأربعة بحضرة أمير المؤمنين، وشيخ الإسلام.

ثم إن السلطان أخلع على أمير المؤمنين، والقضاة الأربعة، وشيخ الإسلام، والأتابكي أيتمش البجاسي، ونزلوا إلى بيوتهم، ثم رسم السلطان بدق البشائر ثلاثة أيام، ونادى بالزينة في مصر وفي القاهرة، ونادى للناس بالأمان والاطمان والبيع والشراء (٣) على العادة، والدعاء للسلطان الملك الناصر بالنصر.

فلما كان يوم الإثنين عاشر ربيع الأول ركب المقر الأتابكي أيتمش، وألبس مماليكه آلة الحرب، وذلك بين المغرب والعشاء، وحضر إلى عنده جماعة من الأمراء المقدمين، وهم الأمير تغري بردي أمير سلاح، والأمير أرغون شاه البيدمري أمير مجلس، والأمير فارس حاجب الحجاب، وغير هؤلاء جماعة كثيرة من الأمراء الطبلخانات والعشراوات، واجتمع عنده جماعة كثيرة من العسكر والمماليك السلطانية، ثم طلع إلى القلعة من الأمراء، وهم: الأمير يشبك الشعباني، والأمير طاز، والأمير سودون المارديني، والأمير بيبرس الدوادار، والأمير أينال باي بن قجماس، وغيرهم من الأمراء المقدمين


(١) كذا في الأصل، والصواب "الذين".
(٢) في بدائع الزهور ١/ ٢/ ٥٥٧: "سادس".
(٣) في الأصل "الشري"، وقد أوردت من قبل بالصيغة التي أثبتناها في النص.

<<  <   >  >>