للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المحروس، وتوفي القاضي تاج الدين ابن الشهيد (١)، وتوفي القاضي نجم الدين الطميدي (٢) مُحتسب القاهرة، وغير هؤلاء جماعة من الأعيان.

ثم دخلت سنة إحدى وثمانمائة، فيها في يوم الجمعة ثالث عشر صفر نزل السلطان إلى الأسطبل السلطاني وحكم به، وكان من حين قُتل علي باي لم ينزل إلى الأسطبل ولم يحكم به، فلما نزل قبض في ذلك اليوم على الأمير نُوروز الحافظي أمير أخور وسجنه بقاعة الفضة المطلة شبابيكها على الإيوان، سبب ذلك قد نُقل عنه ما يجب تغير خاطر السلطان عليه، وقيل: أنه اتفق مع بعض المماليك على قتل السلطان، ثم إن السلطان قيّد نُورُوز الحافظي وأرسله إلى السجن بثغر الإسكندرية، ونفى بعض مماليك ممن كان متفق مع نُورُوز.

ثم إن السلطان عمل الموكب، وأخلع على من يُذكر من الأمراء، وهم: الأمير سُودُون قريب السلطان واستقر أمير أخور كبير عُوضًا عن نُورُوز الحافظي؛ وأخلع على الأمير أرغون شاه الأقبغَاوي واستقر أمير مجلس عُوضًا عن أقبغَا اللكاش؛ وأخلع أقبغَا اللكاش واستقر نائب الكرك، فلما وصل إلى عزة قبض عليه وأرسل إلى السجن بقلعة الصبيبة، وأنعم على تمراز الناصري بتقدمة ألف.

ثم جاءت الأخبار بأن نائب حلب أرغون شاه الإبراهيمي توفي إلى رحمة الله تعالى، فرسم السلطان لاقبغَا الجمالي نائب طرابلس بأن ينتقل إلى نيابة حلب عُوضًا عن أرغون شاه، وتوجه إلى تقليده الأمير أينال باي بن قجماس قريب السلطان، ورسم بنيابة طرابلس للأمير يونس بلطا الظاهري نائب حماه، ورسم بنيابة حماه للأمير دمرداش المحمدي، وتوجه إلى تقليده الأمير شيخ المحمودي، ورسم السلطان للأمير سُودُون الظريف بنيابة الكرك عوضا عن أقبغا اللكاش بحكم سجنه في قلعة الصبيبة.

وفي هذه السنة: رسم السلطان للناس بأن يحجوا رجبي، وكان ذلك بطل من سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة، فرسم بتجديد ذلك على العادة (٣).


(١) وهو تاج الدين أحمد بن فتح الدين محمد بن إبراهيم بن محمد بن الشهيد. (انظر: السلوك ٣/ ٢/ ٩١٠).
(٢) في بدائع الزهور ١/ ٢/ ٥٠٩: "الطمبيدي"؛ وهو نجم الدين محمد بن عمر بن محمد الطنبدي. (السلوك ٣/ ٢/ ٩١٢).
(٣) الخبر في السلوك ٣/ ٢/ ٩٢٣؛ ولم يرد في بدائع الزهور.

<<  <   >  >>