للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال النووي: «قد يتوهم أنه دليل لأهل الظاهر، ولا دلالة فيه بحال؛ لأن الذي فيه عن النبي وعمر إنما هو القصر بذي الحليفة وليس فيه أنها غاية السفر، وأما قوله: قصر شرحبيل على رأس سبعة عشر ميلًا أو ثمانية عشر ميلًا فلا حجة فيه؛ لأنه تابعي فعل شيئًا يخالف الجمهور، أو يتأول على أنها كانت في أثناء سفره، لا أنها غايته، وهذا التأويل ظاهر، وبه يصح احتجاجه بفعل عمر، ونقله ذلك عن النبي والله أعلم» (١).

الدليل الثالث:

(ث-٩٣٦) ر وى ابن أبي شيبة من طريق محارب بن دثار، قال: سمعت ابن عمر يقول: إني لأسافر الساعة من النهار فأقصر.

[شاذ] (٢).

روى ابن جرير الطبري من طريق عبد الملك بن أبي غنية، عن جبلة ابن سحيم،

عن ابن عمر، قال سئل عن صلاة المسافر؟ فقال: اخرج من هذه الحرة، ثم اقصر الصلاة.

[شاذ، وسبق الجواب عنه] (٣).

وقال ابن حزم: ومن طريق محمد بن المثنى، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان الثوري، قال: سمعت جبلة بن سحيم يقول: سمعت ابن عمر يقول: لو خرجت ميلًا قصرت الصلاة.

[علقه ابن حزم] (٤).

ويجاب:

بأن محارب بن دثار وجبلة بن سحيم ثقتان كوفيان، ولكنهما ليسا من ابن عمر بمنزلة سالم ونافع، عند التعارض، ورواية أهل المدينة مقدمة على رواية الأغراب.

قال ابن عبد البر: «هذان الخبران من رواية أهل الكوفة عن ابن عمر، فكيف نقبلها


(١) شرح النووي على مسلم (٥/ ٢٠١).
(٢) مصنف ابن أبي شيبة (٨١٣٩) سبق تخريجه، انظر: (ث-٩٠٨).
(٣) تهذيب الآثار (١٣٠٣)، وسبق تخريجه، انظر: (ث-٩٠٩).
(٤) علقه ابن حزم في المحلى (٤/ ٣٨٦) وقال الحافظ في الفتح (٢/ ٥٦٧): إسناده صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>