للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[المبحث الثاني في اشتراط نية الجمع في جمع التأخير]

المدخل إلى المسألة:

لم ينقل عن النبي أنه أمر أصحابه بنية جمع التأخير ليلة مزدلفة، وقد كان معه من يخفى عليه حكم ذلك.

توقف النبي بالشعب ليتوضأ، وهو في طريقه إلى مزدلفة، فقال له أسامة: الصلاة يا رسول الله، فقال له رسول الله : الصلاة أمامك، فلم يكن أحد يعلم متى يصلي النبي المغرب، ولم يأمرهم النبي بنية التأخير.

تحريم تأخير الصلاة حتى يضيق الوقت عن فعلها إلا لناو الجمع حكم تكليفي، وإبطال نية الجمع إذا ضاق وقت الأولى عن فعلها حكم وضعي، وقد يجتمعان، وقد يفترقان.

ما المانع من صحة نية التأخير ما دام أن العصر لم يدخل، وإن كان يستحق الإثم بالتأخير حتى ضاق الوقت عن فعلها؟

المكلف ليس بحاجة إلى أن يكون الوقت الأول يسع فعل الصلاة ما دام أن الصلاة لن تفعل في الوقت الأول، بل ستفعل في الوقت الثاني والذي لم يدخل بعد.

حقيقة الجمع ضم أحد الوقتين إلى الثاني ليكونا وقتًا واحدًا، والوقت الثاني لم يحكم بدخوله، فما المانع من صحة ضم ما بقي من الوقت إلى الوقت الثاني.

[م-١١٠٠] إذا نوى جمع التأخير، فهل تشترط نية الجمع؟

قال الشافعية والحنابلة: إذا جمع في وقت الثانية فلا بد من نية الجمع في وقت الأولى، وموضعها في وقت الأولى: من أوله إلى أن يبقى منه قدر ما يصليها (١).


(١) الأم (١/ ٨٥)، المهذب (١/ ١٩٧)، التهذيب للبغوي (٢/ ٣١٥)، فتح الوهاب بشرح منهج الطلاب (١/ ٨٥)، روضة الطالبين (١/ ٣٩٨)، أسنى المطالب (١/ ٢٤٤)، الإقناع في حل
ألفاظ أبي شجاع (١/ ١٧٥)، المحرر لأبي البركات (١/ ١٣٥)، الإنصاف (٢/ ٣٤٥)، المغني (٢/ ٢٠٦)، الهداية على مذهب الإمام أحمد (ص: ١٠٥)، المقنع (ص: ٦٦)، عمدة الحازم (ص: ١٠٧)، الكافي (١/ ٣١٣)، المبدع (٢/ ١٣٠)، الإقناع (١/ ١٨٥)، كشاف القناع، ط العدل (٣/ ٢٩٦)، الممتع في شرح المقنع (١/ ٥١٦) المنهج الصحيح في الجمع بين ما في المقنع والتنقيح (١/ ٣٨٨)، دقائق أولي النهى (١/ ٣٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>