للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[الفصل الثاني في تفسير الأقرأ]

المدخل إلى المسألة:

الأقرأ أفعل تفضيل مشتق من القراءة، والقارئ: غير الحافظ، ولا يحمل على الحفظ إلا بتأويل، والأصل عدمه.

حديث: (يؤم القوم أقرؤهم) لا يدل مطلقًا على الأكثر حفظًا، فالقارئ: غير الحافظ.

الأقرأ لغة لا يدل إلا على أحد أمرين: إما الأجود قراءة وإما الأكثر قراءة، والأول هو المعنى المناسب للإمامة.

الرجل قد يكون حافظًا وهو أمي، فأبو هريرة من أكثر الصحابة حفظًا، وهو أمي، والعرب وقت البعثة كانوا يحفظون، وكانوا أميين، وليسوا بقراء.

إتقان القراءة هو ما تحتاج إليه الإمامة احترازًا من اللحن، بخلاف الكثرة إذا لم يكن معها إتقان، فالمقدار المطلوب لصحة الصلاة قدر يسير.

حديث: ليؤمكم أكثركم قرآنًا ظاهره معارض لحديث: (يؤم القوم أقرؤهم)،

قد يقال في الجمع: أن الخطاب للصحابة، والتفاضل بينهم ليس في جودة القراءة؛ لاستوائهم فيها؛ لأن لسانهم عربي، والقرآن نزل بلسان عربي مبين، فقدم الأكثر قرآنًا بخلاف وقتنا.

[م-١٠٣٨] اختلف العلماء في تفسير الأقرأ في قوله: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله).

فقيل: المراد بالأقرأ الأجود قراءة بحيث يعرف مخارج الحروف على ما تقتضيه القراءة، فيقدم على الأكثر حفظًا، وهو مذهب الحنفية، وظاهر مذهب المالكية،

<<  <  ج: ص:  >  >>