كتاب موسوعة أحكام الصلوات الخمس

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وهو لا يعرف بالرواية عنه إلا بهذا الحديث، وقد جعل صلاة الخوف ركعة.
العلة الثانية: التشكيك في سماع أبي عوانة من بكير بن الأخنس.
جاء في العلل لابنه (٣٠٦): «روى أبو عوانة، عن بكير بن الأخنس، وبكير قديم لم يرو عنه الثوري، ولا شعبة، إنما روى عنه الأعمش، وأبو إسحاق الشيباني، ومسعر، فلا أدري أين لقيه؟ وكيف أدركه؟».
وقال أبو حاتم أيضًا في المسألة (٣٢٣): «روى أبو عوانة، عن بكير بن الأخنس حديثًا واحدًا، وهو: حديث بكير، عن مجاهد، عن ابن عباس: فرض الله الصلاة على لسان نبيكم ﷺ في الحضر أربعًا، وفي السفر ركعتين». اه.
وجاء في ذكر من لم يكن عنده إلا حديث واحد للخلال (ص: ٢٢): «قال أبو الحسن الدارقطني: لم يحدث أبو عوانة عن بكير بن الأخنس بغير هذا الحديث.
قال أبو محمد الخلال: وهو حديث صحيح أخرجه مسلم».
ودفعت هذه العلة بأن أبا عوانة لم ينفرد به عن بكير، بل تابعه عليه أيوب بن عائذ الطائي صحيح مسلم (٦ - ٦٨٧)، عن بكير بن الأخنس به.
وأيوب بن عائذ، وثقه النسائي، وعلي بن المديني، وقال فيه أبو حاتم الرازي: ثقة، صالح الحديث، صدوق. الجرح والتعديل (٢/ ٢٥٢).
كما تابعه على هذا الحارث الغنوي، قال الإمام أحمد: روى عنه أبو عوانة، أرجو أن لا يكون به بأس. العلل ومعرفة الرجال (٨٦٠).
وذكره ابن حبان في الثقات، وهو قليل الرواية جدًّا، ولم يرو له أحد من الكتب التسعة.
العلة الثالثة: الاختلاف في وقفه ورفعه.
فقد رواه أبو عوانة وأيوب بن عائذ، عن بكير بن الأخنس مرفوعًا، وسبق تخريجه.
ورواه الحارث الغنوي، واختلف عليه في رفعه ووقفه:
فرواه سعيد بن منصور كما في السنن (٢٥١١)،
وعلي بن مسلم الطوسي كما في التاريخ الكبير (٢٤٥٩)، كلاهما روياه عن هشيم بن بشير، قال: أخبرنا الحارث الغنوي، عن بكير بن الأخنس، عن مجاهد، قال: قال ابن عباس: صلاة المقيم أربعًا، وصلاة المسافر ركعتين، وصلاة الخوف ركعة. اه موقوفًا.
خالفهما مهدي بن جعفر الرملي كما في المعجم الصغير للطبراني (٧٧٦)، وفي الكبير (١١/ ٦٠) ح ١١٠٤٣، قال: حدثنا هشيم، عن الحارث الغنوي، عن بكير بن الأخنس، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: افترض الله الصلاة على لسان نبيكم ﷺ في الحضر أربعًا، وفي السفر ركعتين، وفي الخوف ركعة. هكذا مرفوعًا.
تابعه على رفعه كما سبق أبو عوانة، وأيوب بن عائذ كما في صحيح مسلم، كلاهما عن بكير بن الأخنس به. وفيه: (على لسان نبيكم … )، فهؤلاء ثلاثة رفعوا الحديث. =