فرواه الدارقطني في السنن (١٠٢٢) من طريق أبي حمزة إدريس بن يونس بن يناق الفراء، حدثنا محمد بن سعيد بن جدار، حدثنا جرير بن حازم، عن قتادة، عن أنس … وذكر الحديث. وهذا حديث منكر، قال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (٣/ ٣٤١): «محمد بن سعيد هذا مجهول، ويرويه عنه أبو حمزة إدريس بن يونس بن يناق الفراء، ولا تعرف أيضًا حاله». خالفه سعيد بن أبي عروبة، فرواه عن قتادة، عن الحسن مرسلًا. رواه ابن أبي عدي كما في مراسيل أبي داود (١٢). وهمام كما في التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (٤١٦)، والتمهيد لابن عبد البر، ط: بشار (٥/ ٣٣٣). وعبد الوهاب بن عطاء كما في دلائل النبوة للبيهقي (٢/ ٤٠٧)، ثلاثتهم عن سعيد بن أبي عروبة به. وتابع شيبان بن عبد الرحمن سعيدًا كما في السنن الكبرى للبيهقي (١/ ٥٣٢). والمرسل ضعيف عند المحدثين، واختلفوا في مرسلات الحسن. قال ابن عبد البر في التمهيد (١/ ٢٥١): «اختلف الناس في مراسيل الحسن، فقبلها قوم، وأباها آخرون. وقد روى حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، قال: ربما حدثت بالحديث الحسن، ثم أسمعه بعد يحدث به، فأقول من حدثك يا أبا سعيد؟ فيقول: ما أدري، غير أني قد سمعته من ثقة. فأقول: أنا حدثتك به». وقال الإمام أحمد في رواية الفضل بن زياد: «مرسلات سعيد بن المسيب أصح المرسلات، ومرسلات إبراهيم لا بأس بها، وليس في المرسلات أضعف من مرسلات الحسن وعطاء بن أبي رباح، فإنهما يأخذان عن كلٍّ». انظر: الجامع لعلوم الإمام أحمد (٥/ ٩٥). والفضل بن زياد من أصحاب أحمد، والمكثرين عنه، وكان أبو عبد الله يعرف قدره، ويكرمه، ويصلي به. انظر: تاريخ بغداد (١٤/ ٣٣٠). وقال يحيى بن معين كما في تاريخه رواية الدوري (٤٢٤٨): سمعت يحيى يقول: مرسلات الحسن ليس بها بأس. وقال محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي: سمعت علي بن المديني يقول: مرسلات الحسن البصري التي رواها عنه الثقات صحاح، ما أقل ما يسقط منها. انظر: شرح علل الترمذي (١/ ٥٣٧). وقال ابن عبد البر في التمهيد، ت: بشار (١/ ٢٥٢): «روى عباد بن منصور: سمعت الحسن، قال: ما حدثني به رجلان، قلت: قال رسول الله ﷺ». فعلى هذا يكون مرسل الحسن أقوى مما رواه متصلًا.