للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فالاختلاف على سفيان في لفظه، واضطرابه فيه لا يمكن أن يعترض به على رواية من ضبط الحديث، ولم يختلف عليه، فالمحفوظ رواية العطف بالواو (فصلى الظهر والعصر)، وما دام أنه قد ذكر خروجًا واحدًا بالهاجرة، ونداء واحدًا، وضوءًا واحدًا، فالظاهر أنه جمع بينهما، والله أعلم.

وجعل الحافظ ابن حجر الحديث محتملًا للأمرين:

قال في الفتح: «يستفاد منه -كما ذكره النووي- أنه جمع حينئذ بين الصلاتين في وقت الأولى منهما، ويحتمل أن يكون قوله: والعصر ركعتين أي: بعد دخول وقتها» (١).

وقال المعلمي اليماني: «ظاهره أنه جمع تقديمًا» (٢).

وعلى التنزل أن يكون حديث أبي جحيفة محتملًا، فإن جمع النبي في عرفة مجمع عليه، وكل اختلاف في الجمع فإنه مردود إلى الجمع في عرفة ومزدلفة.

الدليل على جواز جمع التأخير:

الدليل الأول:

(ح-٣٣٨٦) ما رواه مسلم من طريق جعفر بن محمد، عن أبيه،

عن جابر بن عبد الله في صفة حج النبي ، وفيه: … فلم يزل واقفًا حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلًا حتى غاب القرص، وأردف أسامة خلفه، ودفع رسول الله … حتى أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، ولم يسبح بينهما شيئًا (٣).

وكان الأرفق في جمع في مزدلفة جمع التأخير؛ لتحقيق سنة الدفع من عرفة مع غروب الشمس، فكان تأخير المغرب أرفق بهم.


= والرواية الأخيرة هي رواية الجماعة عن عون بن أبي جحيفة، وهي المحفوظة، والله أعلم.
(١) فتح الباري لابن حجر، ط: السلفية (١/ ٥٧٣).
(٢) الفوائد الحديثية ضمن آثار المعلمي (٢٤/ ١٤٩).
(٣) صحيح مسلم (١٢١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>