للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

والحديث بتمامه في صحيح مسلم (١).

وكان الأرفق في جمع عرفة تقديم العصر حتى يتفرغ أهل الموقف للدعاء، ولأنهم سوف يتفرقون أوزاعًا في الموقف، فيشق جمعهم مرة أخرى.

الدليل الثاني:

(ح-٣٣٨٥) روى البخاري ومسلم، واللفظ للأول من طريق مالك بن مغول، قال: سمعت عون بن أبي جحيفة،

ذكر عن أبيه قال: دفعت إلى النبي ، وهو بالأبطح في قبة كان بالهاجرة خرج بلال، فنادى بالصلاة، ثم دخل فأخرج فضل وضوء رسول الله فوقع الناس عليه يأخذون منه ثم دخل، فأخرج العنزة، وخرج رسول الله كأني أنظر إلى وبيص ساقيه، فركز العنزة، ثم صلى الظهر ركعتين، والعصر ركعتين، يمر بين يديه الحمار والمرأة (٢).

ورواه البخاري ومسلم من طريق شعبة قال: حدثنا عون بن أبي جحيفة قال: سمعت أبي قال: خرج علينا رسول الله بالهاجرة، فأتي بوضوء فتوضأ، فصلى بنا الظهر والعصر، وبين يديه عنزة، والمرأة والحمار يمرون من ورائها. وهذا لفظ البخاري (٣).

وجه الاستدلال:

قوله: (خرج بالهاجرة، فتوضأ، فصلى الظهر والعصر … ). الفاء تفيد الترتيب والتعقيب، فكما أن الخروج واحد، والوضوء واحد، والنداء واحد، ورتب على ذلك الصلاتين، فظاهر الحديث أنه جمع بينهما، ولم يذكر خروجًا ولا وضوءًا ولا نداء خاصًّا للعصر، ورواية الحكم موافقة لرواية عون بن أبي جحيفة.

فدل الحديث على ثلاثة أحكام:

الأول: جواز جمع التقديم؛ لأن خروج النبي لصلاة الظهر والعصر كان بالهاجرة: أي وقت الظهيرة.

الثاني: جواز الجمع للمسافر، ولو لم يكن هناك حاجة دعت للجمع، لأن الحديث


(١) صحيح مسلم (١٢١٨).
(٢) صحيح البخاري (٣٥٦٦)، وصحيح مسلم (٢٥١ - ٥٠٣).
(٣) صحيح البخاري (٤٩٩)، وصحيح مسلم (٢٥٢ - ٥٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>