وخلف بن هشام البزار، كما في المخلصيات لأبي طاهر المخلص (٢٤)، أربعتهم عن العطاف بن خالد، عن نافع به. ولفظ الطحاوي: أقبلنا مع ابن عمر ﵁ حتى إذا كنا ببعض الطريق، استصرخ على زوجته بنت أبي عبيد، فراح مسرعًا، حتى غابت الشمس، فنودي بالصلاة، فلم ينزل، حتى إذا أمسى فظننا أنه قد نسي، فقلت: الصلاة، فسكت، حتى إذا كاد الشفق أن يغيب، نزل، فصلى المغرب، وغاب الشفق فصلى العشاء، وقال: هكذا كنا نفعل مع رسول الله ﷺ إذا جد بنا السير. اه قال الطحاوي: «فكل هؤلاء يروي عن نافع، أن نزول ابن عمر ﵄ كان قبل أن يغيب الشفق. وقد ذكرنا احتمال قول أيوب، عن نافع حتى إذا غاب الشفق أنه يحتمل قرب غيبوبة الشفق، فأولى الأشياء بنا أن تحمل هذه الروايات كلها على الاتفاق لا على التضاد. فنجعل ما روي عن ابن عمر أن نزوله للمغرب، كان بعدما غاب الشفق، أنه على قرب غيبوبة الشفق، إذا كان قد روي عنه أن نزوله ذلك كان قبل غيبوبة الشفق … إلخ». وهذا الجمع من الطحاوي يمنع منه مانعان: الأول: أن الأثر لا يكتفي بنقل ما وقع في سفر ابن عمر في استصراخه على زوجه، بل يحكي أيضًا ما كان من عادة ابن عمر، فقول نافع: أن ابن عمر كان إذا جد به السير جمع بين المغرب والعشاء بعد أن يغيب الشفق. يشير إلى تكرر ذلك من فعل ابن عمر ﵁. فحمل كل ذلك على قرب غيبوبة الشفق بعيد. وهذا لفظ عبيد الله بن عمر، عن نافع، وهو أثبت الناس في نافع حتى قدمه بعضهم على الإمام مالك، واختاره مسلم في صحيحه. الثاني: اللجوء إلى هذا الجمع لو كانت الكفة متعادلة بين الرواة، أما إذا كان الحفاظ من أصحاب نافع يجزمون أن الجمع كان بعد غياب الشفق، وهم أحفظ وأكثر، وإليك تخريج مروياتهم. الأول: أيوب، عن نافع. رواه إسماعيل بن علية، كما في مسند أحمد (٢/ ٥١)، وحماد بن زيد، كما في مسند أبي داود (١٢٠٧)، وشرح معاني الآثار (١/ ١٦٢)، ومستخرج أبي عوانة (٢٣٨٦)، والسنن الكبرى للبيهقي (٣/ ٢٢٧)، وفي الخلافيات (٢٦٩٣). وعبد الوهاب بن عبد المجيد، كما في مسند البزار (٥٨٢٢). ومعمر بن راشد، كما في مصنف عبد الرزاق (٤٤٠٢)، ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط (٢/ ٤٢٩)، وابن حبان في صحيحه (١٤٥٥)، أربعتهم عن أيوب به، وفيه: (فسار حتى غاب الشفق، ثم نزل فجمع بينهما). الثاني: عبيد الله بن عمر، عن نافع. رواه يحيى بن سعيد القطان كما في صحيح مسلم (٤٣ - ٧٠٣)، ومسند أحمد (٢/ ٨٠)، ومسند البزار (٥٤٢٨)، ومستخرج الطوسي (٣٨٩ - ٥٢٢)، شرح معاني الآثار (١/ ١٦٢)، =