للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بنا، ثم أقبل علينا، فقال: إن رسول الله كان إذا عجل به السير صنع هكذا (١).

[المحفوظ أنه صلى المغرب والعشاء بعد غياب الشفق] (٢).


(١) المجتبى من سنن النسائي (٥٩٥)، وفي السنن الكبرى (١٥٨٢).
(٢) الحديث رواه نافع، عن ابن عمر، واختلف على نافع:
فرواه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وفضيل بن غزوان، وأسامة بن زيد الليثي، وعطاف بن خالد، أربعتهم رووه عن نافع، عن ابن عمر، فذكروا أن نزول ابن عمر كان قبل غياب الشفق، وأنه صلى العشاء بعد تواري الشفق، ليكون جمع ابن عمر من الجمع الصوري.
خالفهم عبيد الله بن عمر، وأيوب، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وموسى بن عقبة، وعمر بن محمد بن زيد، وإسماعيل بن أمية، وعبد العزيز بن أبي رواد، وابن إسحاق، رووه عن نافع به، فاتفقوا أن ابن عمر جمع بين المغرب والعشاء بعد غياب الشفق، وهؤلاء على كثرتهم فيهم من هو من أخص أصحاب نافع، كعبيد الله بن عمر، وأيوب.
قال البيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٢٢٧): «اتفقت رواية يحيى بن سعيد الأنصاري، وموسى بن عقبة، وعبيد الله بن عمر، وأيوب السختياني، وعمر بن محمد بن زيد، عن نافع، على أن جمع ابن عمر بين الصلاتين كان بعد غيبوبة الشفق، وخالفهم من لا يدانيهم في حفظ أحاديث نافع».
ومما يرجح رؤية هؤلاء، أن هناك من رواه عن ابن عمر غير نافع فرواه عن ابن عمر بمثل رواية الجماعة عن نافع.
قال البيهقي في الخلافيات (٣/ ٤٣٥): «ورواية الجماعة المختصين بنافع أولى من رواية غيرهم، مع ما روينا عن سالم بن عبد الله، وعبد الله بن دينار، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب، وأسلم مولى عمر، عن ابن عمر مثل رواية الجماعة عن نافع».
هذا وجه الاختلاف على نافع باختصار، وإليك تفصيل ما سبق موثقًا بإذن الله تعالى.
من رواه عن نافع بذكر أن صلاة المغرب كانت قبيل غياب الشفق:
الأول: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن نافع.
رواه عيسى بن يونس، كما في سنن أبي داود ولم يذكر لفظه (١٢١٣)، وسنن الدارقطني (١٤٦٩)،
والوليد بن مسلم، كما في المجتبى من سنن النسائي (٥٩٥)، وفي الكبرى (١٥٨٢)، ومسند الشاميين للطبراني (٦٢٢)،
وبشر بن بكر، كما في شرح معاني الآثار (١/ ١٦٣)،
والوليد بن مزيد، كما في سنن الدارقطني (١٤٦٨)، كلهم رووه عن ابن جابر، عن نافع به. وقد قدمنا لفظ النسائي في صلب الكتاب، وفيه: (حتى إذا كان في آخر الشفق، نزل فصلى المغرب، ثم أقام العشاء، وقد توارى الشفق).
وهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وإن كان ثقة إلا أنه ليس معروفًا في الرواية عن نافع، وليس له عن نافع فيما وصل إلينا إلا هذا الحديث، ولو خالف =

<<  <  ج: ص:  >  >>