للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وإما في فضل ابتعادها عن الرجال، كحديث: (خير صفوف الرجال أولها، وشرها أخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها).

وهذا الأحاديث لا تقتضي من حيث الدلالة اللفظية الوجوب، فلم يأت أمر من الشارع بتأخر النساء، وإن كان هو الموروث من الصدر الأول إلى يومنا هذا، لكن الكلام من حيث التأثيم والبطلان يحتاج إلى أكثر من مجرد الفعل.

فالجمهور يرون كراهة صلاتها بجانب الرجال، ولهذا لا يبطلون صلاتها، ولا صلاة من بجانبها من الرجال خلافًا للحنفية.

قال ابن تيمية: «وقوف المرأة خلف صف الرجال سنة مأمور بها، ولو وقفت في صف الرجال لكان ذلك مكروهًا» (١).

فغاية ما في الباب أن وقوف الرجل بجنب المرأة أنه مسيء في موقفه، والإساءة


= ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأحمد بن منصور الرمادي، كما في صحيح ابن خزيمة (١٥٣٧)،
ومحمد بن سعد كما في معجم ابن الأعرابي (٥٦٢)،
وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم، كما في صحيح ابن حبان (٢٢٠٤)،
وأحمد بن يونس الضبي، كما في المعجم الصغير للطبراني (٥٠٣)، وتاريخ أصبهان لأبي نعيم (١/ ٤١٢، ٤١٣).
ومحمد بن منصور الطوسي كما في المخلصيات لأبي طاهر المزكي (١٣٩٩)، ومن طريق أبي طاهر أخرجه المقدسي في الأحاديث المختارة (٢٧٩).
ومحمد بن إسحاق والعباس بن محمد الدوري، كما في السنن الكبرى للبيهقي (٣/ ١٥١)، جميعهم رووه عن حجاج بن محمد المصيصي، قال ابن جريج: أخبرني زياد بن سعد بن عبد الرحمن به.
خالف كل هؤلاء عبد الرزاق كما في المصنف، ط: التأصيل (٤٠٠٥)، عن ابن جريج، قال: حدثت عن عكرمة، قال: قال ابن عباس: صليت إلى جنب النبي ، وعائشة خلفنا تصلي معنا، وأنا إلى جنب النبي نصلي معه.
فأبهم ابن جريج الواسطة التي بينه وبين عكرمة من رواية عبد الرزاق عنه، وهو من كبار أصحابه، وهذه الرواية لا تعل الرواية التي بين فيها ابن جريج الواسطة بينه وبين عكرمة.
أولًا: لأن الرواة الذي ذكروا الواسطة جمع كثير من ثقات أصحابه على رأسهم الإمام أحمد.
ثانيًا: أن ابن جريج قد صرح فيه بالسماع، والله أعلم.
(١) مجموع الفتاوى (٢٣/ ٣٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>