للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

(فأقدمهم سلمًا)، فهذه الرواية تفسر المراد من كبر السن، لأن الأقدم في الإسلام أعلم بأحكام الشرع، وأكثر عبادة، وأفضل عند الله؛ ولهذا لو كان الأحدث سنًا أقدم إسلامًا لكان أولى بالإمامة، والله أعلم.

خامسًا: المشهور عند متأخري الحنابلة مخالف لظاهر كلام الإمام أحمد، جاء في شرح الزركشي على الخرقي: «ظاهر كلام أحمد في رواية ابنه عبد الله أنه يقدم الأقدم هجرة، ثم الأسن، ثم الأشرف، وهو اختيار الشيخين، لحديث أبي مسعود، فإنه قدم فيه بعد القراءة والفقه: الأقدم هجرة، ثم الأسن» (١).

وقال ابن قدامة: «والصحيح، الأخذ بما دل عليه حديث النبي في تقديم السابق بالهجرة، ثم الأسن؛ لتصريحه بالدلالة، ولا دلالة في حديث مالك بن الحويرث على تقديم الأسن؛ لأنه لم يثبت في حقهما هجرة ولا تفاضلهما في شرف» (٢).

دليل من اعتبر الأشرف نسبًا من صفات استحقاق الإمامة:

استحقاق الإمامة بالنسب نص عليه المالكية والشافعية والحنابلة خلافًا للحنفية (٣).

وجعلوا التفاضل في النسب بعد التساوي في السن، وهو الجديد في مذهب الشافعي.

وفي القديم للشافعي: النسب مقدم، ثم الهجرة بعده، ثم السن (٤).

والمقصود بالأشرف: قال في الفروع: المراد به القرشي.

وقال في مجمع البحرين تقديم الأقرب فالأقرب من النبي ، فيقدم العرب على غيرهم، ثم قريش، ثم بنو هاشم (٥).


(١) شرح الزركشي (٢/ ٨٣).
وقال في الإنصاف (٢/ ٢٤٥): «وظاهر كلام الإمام أحمد: تقديم الأقدم هجرة على الأسن، جزم به في الإفادات، والنظم، وتجريد العناية، والمنور، وقدمه في الكافي، والمحرر، والفائق وصححه الشارح. قال الزركشي: اختاره الشيخان». وانظر: شرح منتهى الإرادات (١/ ٢٧٠).
(٢) المغني (٢/ ١٣٦).
(٣) انظر العزو في صدر المسألة.
(٤) البيان للعمراني (٢/ ٤١٦)،.
(٥) الإنصاف (٢/ ٢٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>