على أن رواية جرير بن حازم عن يحيى بن أيوب قد تكون هي رواية ابن لهيعة، وهم فيها. جاء في سؤالات الآجري لأبي داود (١٣٣٥): «سمعت أبا داود يحدث عن وهب بن جرير، عن أبيه، سمع يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي وهب الجَيْشَاني. قال أبو داود: جرير بن حازم روى هذا عن ابن لهيعة، طلبتها بمصر، فما وجدت منها حديثًا واحدًا عند يحيى بن أيوب، وما فقدت منها حديثًا واحدًا من حديث ابن لهيعة، أراها صحيفة اشتبهت على وهب بن جرير». اه والله أعلم. وانظر: تهذيب الكمال للمزي (٣١/ ١٢٤). وهذا يشبه ما ذكره الإمام أحمد من أن حديث معقل عن أبي الزبير يرجع إلى حديث ابن لهيعة. والحديث له طريق آخر: أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٨٧٨) عن ابن جريج، أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن الأنصاري، عن أبي أمامة سهل بن حنيف، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن عمرو بن العاص أنه أصابته جنابة، وهو أمير الجيش، فترك الغسل من أجل آية، قال: إن اغتسلت مت، فصلى بمن معه جنبًا، فلما قدم على النبي ﷺ عرفه بما فعل، وأنبأه بعذره، فسكت. وأورده الهيثمي في المجمع (١/ ٢٦٣)، وقال: «رواه الطبراني في الكبير، وفيه أبو بكر بن عبد الرحمن الأنصاري، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، ولم أجد من ذكره». وقال ابن حجر تغليق التعليق (٢/ ١٩١): هذا إسناد جيد، لكني لم أعرف حال إبراهيم هذا. وقال ابن رجب في شرح البخاري (٢/ ٢٧٩): «روى أبو إسحاق الفزاري في كتاب السير للأوزاعي، عن حسان بن عطية، قال: بعث النبي ﷺ بعثًا، وأمَّر عليهم عمرو بن العاص، فلما أقبلوا سألهم عنه، فأثنوا عليه خيرًا إلا أنه صلى بنا جنبًا .. وذكر نحو الحديث. قال ابن رجب: وهذا مرسل، وقد ذكره أبو داود في سننه تعليقًا مختصرًا، وذكر فيه أنه تيمم». (١) المصنف (١٠٣٦). (٢) قال البخاري في صحيحه (١/ ٧٥): «باب الصعيد الطيب وضوء المسلم يكفيه من الماء … وأم ابن عباس: وهو متيمم. وقال يحيى بن سعيد: لا بأس بالصلاة».