للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

تصلوا صلاة المغرب، ولا تعجلوا عن عشائكم (١).

وجه الشاهد من هذا الحديث: قوله: (ولا تعجلوا عن عشائكم) بمعنى (ولا يعجل حتى يفرغ منه) كلاهما يدل على أن الإنسان يأخذ من طعامه حاجته منه، لا يأخذ لقمة أو لقمتين.

قال ابن رجب: حديث ابن عمر صريح … وأنه لا يعجل حتى يفرغ من عشائه (٢).

وقال النووي في شرح مسلم: «قوله : (ولا يعجلن حتى يفرغ منه) دليل على أنه يأكل حاجته من الأكل بكماله، وهذا هو الصواب. وأما ما تأوله بعض أصحابنا على أنه يأكل لقمًا يكسر بها شدة الجوع فليس بصحيح، وهذا الحديث صريح في إبطاله» (٣).

• دليل من قال: يأكل ما يكسر به سورة جوعه:

أن الاقتصاد في الأكل فيه مصلحتان:

مصلحة دينية: وهو إدراك الجماعة، وحسبك بالفضل العظيم الوارد في حقها، حتى اختلف الناس في حكمها من قائل بالشرطية، ومن قائل بالوجوب عينًا أو كفاية، ومن قائل بأنها سنة مؤكدة.

ومصلحة بدنية: وهو اتباع السنة في الأكل، فالمقصود بالحديث أنه يأكل حتى يفرغ من طعامه، هذا مقيد بالمقدر المستحب في الطعام، فالشبع في الطعام ليس محمودًا، فالمقصود به الشبع الشرعي، وهو لقيمات يقمن صلبه، كما جاء ذلك من حديث المقدام بن معد كرب رواه أحمد وأصحاب السنن (٤).

ولقد كان السلف يحذرون من كثرة الأكل.


(١) صحيح البخاري (٦٧٢)، صحيح مسلم (٦٤ - ٥٥٧).
(٢) فتح الباري (٦/ ١٠٣).
(٣) شرح النووي على صحيح مسلم (٥/ ٤٦).
(٤) رواه أحمد (٤/ ١٣٢)، والترمذي (٢٣٨٠)، والنسائي في الكبرى (٦٧٣٧، ٦٧٣٨، ٦٧٣٩)، تهذيب الآثار للطبري، مسند عمر (١٠٣٦)، وابن حبان (٦٧٤)، والطبراني في مسند الشاميين (١٣٧٥، ١٩٤٦)، وفي المعجم الكبير (٢٠/ ٢٧٢) ح ٦٤٤، ٦٤٥، ٦٤٦، والحاكم في المستدرك (٧١٣٩، ٧٩٤٥)، وصححه، والبيهقي في الآداب (٤٦٣)، وفي شعب الإيمان (٥٢٦١) عن المقدام بن معدي كرب.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الحاكم في المستدرك.

<<  <  ج: ص:  >  >>