للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وحفص بن ميسرة، قال فيه يحيى بن معين: لا بأس به، سماعه من زيد بن أسلم عرض.
فإن كان ذكر عطاء بن يسار في إسناده، محفوظًا فهو معلول بعلتين:
الأول: الإرسال.
والثاني: الاختلاف فيه على عطاء بن يسار.
فقد رواه يزيد بن خصيفة كما في صحيح البخاري (١٠٧٢)، وصحيح مسلم (٥٧٨).
وابن أبي ذئب كما في صحيح البخاري (١٠٧٣).
وعبد الرحمن بن إسحاق في مسند مسدد كما في إتحاف الخيرة المهرة (١٠٧٣)، مختصرًا بالاقتصار على الموقوف: (لا أقرأ مع الإمام)،
ثلاثتهم رووه عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن عطاء بن يسار، أنه سأل زيد بن ثابت عن القراءة مع الإمام؟ فقال: لا قراءة مع الإمام في شيء، وزعم أنه قرأ على رسول الله ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى﴾ فلم يسجد فيها. ولم يذكر البخاري في صحيحه القراءة مع الإمام، وهي زيادة محفوظة. وسبق تخريج هذا الحديث.
فلا يمكن قبول رواية زيد بن أسلم وما فيها من زيادة لأمور:
أولًا: الاختلاف على زيد بن أسلم في إسناده ولفظه:
فقيل: عن زيد بن أسلم، عن النبي ، وأن القصة حدثت لغلام، ولم يذكر أن معه أحدًا.
وقيل: عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار بلغه عن النبي في قصة رجلين، أحدهما سجد القارئ، فسجد النبي ، والآخر لم يسجد فلم يسجد النبي ، وذكر التعليل بالترك بأن القارئ إمام للمستمع.
الثاني: الإرسال في كلا الطريقين عن زيد بن أسلم، والمرسل منقطع، لا حجة فيه على الصحيح.
الثالث: أن رواية عطاء بن يسار في الصحيحين من طريق يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن عطاء ابن يسار، وفيه: أن زيدًا قرأ سورة النجم، فلم يسجد النبي ، وليس فيها قصة الرجل الآخر ولا ذكر للتعليل، وهذه هي الرواية المحفوظة، والله أعلم.
وقد ظن بعض أهل العلم، أن رواية الصحيحين فيها اختصار، فتحمل الرواية الموصولة على الرواية المرسلة، والله أعلم.
قال الشافعي: «إني لأحسبه زيد بن ثابت؛ لأنه يحكى أنه قرأ عند النبي فلم يسجد، وإنما روى الحديثين معًا عطاء بن يسار».
قال البيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٤٥٩): «فهذا الذي ذكره الشافعي رحمة الله محتمل .... والمحفوظ من حديث عطاء بن يسار مرسل، وحديثه عن زيد بن ثابت موصول مختصر، واللّه تعالى أعلم». =

<<  <  ج: ص:  >  >>