للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

• ويجاب:

بأن السجود لو كان واجبًا لما أقرَّ النبي زيدًا على تركه، فإذا سجد زيد سجد النبي ، والله أعلم.

الوجه الثالث:

يحتمل أنهما تركا السجود لأن زمن القراءة كان في وقت النهي (١).

• ويجاب:

بأن هذا مبني على أن السجود صلاة، وفيه خلاف، والأصح أنه ليس بصلاة، ولو كان الأمر كما ذكرتم لما أطلق زيد الترك وزمن القراءة؛ لأنه سيقتدى به، ولأخبره النبي بسبب امتناعه من السجود حتى لا يُظَن أن الترك دليل الجواز، ولقال له: إذا قرأت السجدة في غير هذا الوقت فعليك أن تسجد، ولو قال له ذلك لنقله زيد في خبره، وفي ترك زيد ذكر ذلك في الخبر دليل على إبطال ما ادعوه.

الوجه الرابع:

احتج المالكية بحديث زيد بن ثابت بأن النبي ترك السجود في المفصل، ومنه سورة النجم (٢).

• ويجاب:

ثبت سجود النبي في سورة النجم كما في حديث ابن مسعود في الصحيحين، وترك النبي السجود فيها كما في حديث زيد بن ثابت، وليس بينهما تعارض، بل هو محمول على جواز الترك، واستحباب الفعل، والقول بأن النبي ترك السجود في المفصل منذ هاجر إلى المدينة قول ضعيف، فقد ثبت في حديث أبي هريرة في مسلم، سجود الرسول في الانشقاق، وسجد معه أبو هريرة، وكان إسلام أبي هريرة في السنة السابعة من الهجرة.

قال الخطيب: «ليس في هذين الحديثين تضاد، ولا أحدهما ناسخ للآخر، وفيهما دليل على أن سجود التلاوة ليس بحتم؛ لأن النبي سجد في النجم تارة، وترك


(١) شرح معاني الآثار (١/ ٣٥٢)، فتح القدير (٢/ ١٣).
(٢) شرح معاني الآثار (١/ ٣٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>