للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

واستدلوا على ذلك بوجود حقيقة الصلاة من دون الدعاء كالأمي، والأخرس (١).

* ورد هذا:

بأن صلاة الأخرس والأمي تدخل في دعاء العبادة، لا دعاء المسألة، وكلتاهما دعاء، على التسليم فيقال: إن سقوط الدعاء بالعجز لا يكون دليلًا يعترض به، على أن إشارة الأخرس تقوم مقام النطق.

وقال جماهير العلماء من الفقهاء وأهل اللغة: إن الحقيقة الشرعية منظور فيها المعنى اللغوي، وإنما زيد عليها، أو قيدت بأشياء لأدلة أخرى (٢).

ولذلك لا تجد معنى شرعيًا إلا وله علاقة تربطه بالمعنى اللغوي، فالصلاة والزكاة والصوم والإيمان تجد معانيها اللغوية جزءًا من حقيقتها الشرعية.

وهذا المبحث من مباحث أصول الفقه، ليس هذا موضع بسطه، وإنما اقتضت الإشارة إليه للتفطن له، والله أعلم.

[م-١٢١] واختلفوا في الصلاة من الله، كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: ٥٦].

فقيل: الصلاة من الله ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى

(ث-٦٩) روى البخاري معلقًا بصيغة الجزم، قال أبو عبد الله: قال أبو العالية: صلاة الله: ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء.

وهذا اختيار ابن تيمية وابن القيم عليهما رحمة الله، وهو أقواها (٣).

وقيل: الصلاة من الله الرحمة.

اختاره الأزهري وصاحب الصحاح، وبعض المفسرين والفقهاء، وبه فسر قوله


(١) قال السرخسي في المبسوط (١/ ٥): الاسم الشرعي ليس فيه معنى اللغة. وانظر حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح (ص: ١٧٢)، شرح مختصر الروضة للطوفي (١/ ٤٩٠).
(٢) مواهب الجليل (١/ ٣٧٧، ٣٧٨)، الذخيرة للقرافي (٢/ ٥، ٦)، تهذيب الأسماء واللغات (٣/ ١٧٩)، كفاية النبيه (٢/ ٢٩٣)، الإنصاف (١/ ٣٨٨)، التحبير شرح التحرير (٢/ ٤٩٥)، شرح مختصر الروضة للطوفي (١/ ٤٩٠)، أصول الفقه لابن مفلح (١/ ٩٧).
(٣) صحيح البخاري (٦/ ١٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>