للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ولأن من مقاصد سجود السهو ترغيم الشيطان، وذلك يحصل بسجدتين في آخر الصلاة (١).

• دليل من قال: يتكرر السجود بتكرر السهو مطلقًا:

الدليل الأول:

(ح-٢٥٤٠) ما رواه مسلم، قال: حدثنا ابن نمير، حدثنا ابن إدريس، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم، عن علقمة،

عن عبد الله، قال: صلى بنا رسول الله خمسًا، فلما انفتل توشوش القوم بينهم، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: يا رسول الله، هل زيد في الصلاة؟ قال: لا، قالوا: فإنك قد صليت خمسًا، فانفتل، ثم سجد سجدتين، ثم سلم، ثم قال: إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين (٢).

وجه الاستدلال:

قوله: (إذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين)، فالأصل أن الأمر إذا علق بشرط يتكرر بتكرر الشرط، فإذا تجدد النسيان تجدد الأمر بالسجود، كقوله : إذا دخل أحدكم المسجد فليصلِّ ركعتين قبل أن يجلس، فكل ما دخل المسجد فهو مأمور بالصلاة، فالدخول علة الأمر بالصلاة، والنسيان علة الأمر بالسجود، والحديث سنة قولية، وهو مقدم على حديث ذي اليدين وحديث عمران؛ لأنهما من السنة الفعلية.

ومثله قول النبي : إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، يقتضي تكرار الإجابة بتكرار سماع الأذان.

• وأجيب بجوابين:

الجواب الأول:

أن زيادة: (إذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين) غير محفوظة، وسوف يأتي تخريجه إن شاء الله تعالى في مبحث (نقص السنن في الصلاة سهوًا).


(١) انظر: الجمع والفرق للجويني (١/ ٤٤٧).
(٢) صحيح مسلم (٩٢ - ٥٧٢)، وانظر تخريجه: (ح- ٢٦١٤) و (ح-٢٥٤٨) و (ص: ٣٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>