للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الدليل الخامس:

لما أخر سجود السهو عن علته أو سببه، وجعل محله آخر الصلاة لكي لا يتكرر السجود بتكرر السهو، ولو وجب لكل سهو سجدتان لوجب أن يفعل عقيب السهو، ألا ترى أن سجود التلاوة لما تكرر جعل محله عقيب سببه، فلما كان سجود السهو مخالفًا له في محله، وجب أن يكون مخالفا له في حكمه (١).


= وقد اختلف العلماء في أبي جعفر الرازي: أهو حكيم بن نافع، أم هو غيره؟.
فمال ابن عدي إلى أنه حكيم بن نافع.
قال في الكامل (٢/ ٥١٦): «وهذا الحديث لا أعلم رواه عن هشام بن عروة غير حكيم بن نافع وروي، عن أبي جعفر الرازي عن هشام بن عروة ويقال: إن أبا جعفر هو كنية حكيم بن نافع، فكأن الحديث رجع إلى أنه لم يروه عن هشام غير حكيم».
ورجح الدارقطني في العلل أن ذكر (الرازي) وهم من الراوي.
فقال في العلل (١٤/ ١٥٨): «يرويه حكيم بن نافع الجزري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
وحدث به عبد الصمد بن الفضل، عن علي بن محمد المنجوري، عن أبي جعفر الرازي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
ووهم في قوله: أبي جعفر الرازي، وهو حكيم بن نافع». اه
والحق أنهما، اثنان، كلاهما روى عن هشام بن عروة، وكل منهما كنيته أبو جعفر.
أحدهما: أبو جعفر القرشي الرقي حكيم بن نافع، وليس له عن هشام إلا هذا الحديث الفرد مما وقفت عليه، وقد علمت كلام أهل الجرح فيه.
والآخر: أبو جعفر عيسى بن ماهان بن إسماعيل الرازي، وهو ضعيف سيء الحفظ،
وقد قفت له على ثلاثة أحاديث يرويها عن هشام بن عروة، منها: هذا الحديث. وحديث عند ابن سعد في الطبقات الكبرى (٢/ ٢٨٢) من طريق الثوري وأبي جعفر الرازي، كلاهما، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قال: كفن رسول الله في ثلاثة أثواب سحولية كرسف، ليس فيها قميص، ولا عمامة.
وأثر ثالث موقوف ذكره الدارقطني في العلل (١٤/ ١٤٠)، رواه عن هشام، عن عروة، عن عائشة، وقال: توضئي لكل صلاة.
فالطريقان فيهما ضعف، هل يقوي أحدهما الآخر؟
الذي أميل إليه أن هذا الحديث كما قال الساجي: لا أصل له عن هشام بن عروة … اه
فهشام مكثر، وله أصحاب يعتنون بحديثه، فلو كان من حديثه لرواه كبار أصحابه عنه، فتفرد الضعفاء غير المعروفين بالرواية عنه بهذا الحديث يجعل في النفس شيئًا من قبوله، والله أعلم.
(١) الحاوي الكبير (٢/ ٢٢٥)، وانظر: المبسوط للسرخسي (١/ ٢٢٤)، الإشراف على نكت
مسائل الخلاف (١/ ٢٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>