للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وحديث معاوية لا يعارض حديث أبي سعيد: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول:

لأن المثلية في لسان العرب تصدق بين الشيئين بأي وصف كان من غير شمول، فإذا قلت: زيد مثل الأسد كفى في ذلك الشجاعة دون بقية الأوصاف، وكذلك زيد مثل عمرو يصدق ذلك حقيقة بمشاركتهما في صفة واحدة، فالمثل المذكور في الأذان إن حمل على أعلى الرتب، قال: مثل ما يقول إلى آخر الأذان،


= وبهذا التخريج يتبين أن المحفوظ من رواية عيسى بن طلحة، عن معاوية من رواية طلحة بن يحيى ومحمد بن إبراهيم، أن إجابة المؤذن إلى الشهادتين، وما عداه فهو إما شاذ، كرواية أبي داود الطيالسي، أو ضعيف كرواية الدورقي، عن ابن علية.
الرابع: محمد بن يوسف مولى عثمان، عن معاوية.
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٧٧٥) من طريق يحيى بن صالح الوحاضي، وابن خزيمة (٤١٥) من طريق حرملة يعني ابن عبد العزيز، كلاهما عن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة، عن محمد بن يوسف مولى عثمان، عن معاوية بالإجابة إلى منتهى الشهادتين.
الخامس: أبو صالح السمان، عن معاوية.
رواه حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، واختلف على حماد بن سلمة:
فرواه أحمد (٤/ ١٠٠) عن يحيى بن إسحاق (صدوق)، عن حماد بن سلمة، بلفظ: (سمعت النبي -إذا أذن المؤذن قال مثل ما يقول).
ورواه أحمد (٤/ ١٠٠) عن يونس المؤدب (ثقة ثبت).
والطبراني في المعجم الكبير (٧٧٠) من طريق حجاج بن منهال (ثقة)، كلاهما عن حماد بن سلمة به، بإجابة المؤذن إلى الشهادتين كما هي رواية الجماعة، وحجاج بن منهال ويونس أحفظ من يحيى بن إسحاق.
السادس: نهشل التميمي، عن معاوية.
رواه الطبراني في الكبير (٩٢٧) من طريق يوسف بن خالد بن عمير، عن أبي سنان، عن نهشل التميمي، أنه سمع معاوية بن أبي سفيان فذكر إجابة المؤذن إلى الحيعلة.
وهذا إسناد ضعيف جدًّا، يوسف بن خالد رجل متروك.
هذا ما وقفت عليه من طرق الحديث، ويتبين لي أن الحديث ليس مضطربًا، لأن الاضطراب لا يحكم به إلا حيث تساوت الطرق، وأن طريق علقمة بن وقاص ونهشل لا يمكن معارضتهما للطرق الكثيرة الصحيحة، وأن المحفوظ في إجابة المؤذن من حديث معاوية تنتهي إلى الشهادتين، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>