للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عطاء بن السائب، عن أبيه،

عن عبد الله بن عمرو، قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله ، فصلى رسول الله ، فأطال القيام، ثم ركع، فأطال الركوع، ثم رفع فأطال - قال شعبة: وأحسبه قال: في السجود نحو ذلك - وجعل يبكي في سجوده وينفخ، ويقول: رب لم تعدني هذا وأنا أستغفرك، رب، لم تعدني هذا وأنا فيهم .... الحديث (١).

ورواه أبو داود من طريق حماد، عن عطاء بن السائب به، وذكر فيه: … ثم نفخ في آخر سجوده، فقال: أُف أُف، ثم قال: ربِّ! ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم؟ ألم تعدني أن لا تعذبهم وهم يستغفرون؟ .... وذكر الحديث (٢).

[حسن، إلا أن ذكر النفخ في الحديث غير محفوظ، وكذلك قوله: (أف أف)] (٣).


(١) المسند (٢/ ١٨٨).
(٢) سنن أبي داود (١١٩٤).
(٣) حديث عبد الله بن عمرو ، رواه عنه اثنان: أبو سلمة، والسائب بن مالك الثقفي.
أما رواية أبي سلمة: فرواها يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عمرو، كما في صحيح البخاري (١٠٤٥، ١٠٥١)، وصحيح مسلم (٩١٠)، واقتصر على صفة الصلاة، ولم يذكر خطبة صلاة الكسوف، وليس فيه أنه نفخ في الصلاة.
ورواه محمد بن علقمة، عن أبي سلمة، فجعله من مسند أبي هريرة، ومحمد بن علقمة يخطئ في حديث أبي سلمة، ذكر ذلك ابن معين، ولن نتوقف عند تخريج هذا الطريق؛ لأنه لم يَردْ فيه موضع الشاهد، وهو النفخ في السجود.
وأما رواية السائب بن مالك الثقفي، فرواها عنه اثنان: ابنه عطاء بن السائب، وأبو إسحاق السبيعي، مطولًا، بذكر صفة الصلاة، والخطبة بعدها.
أما رواية أبي إسحاق السبيعي، عن السائب بن مالك، فروي عنه موصولًا ومرسلًا، والمحفوظ أنه يرويه، عن السائب، عن النبي مرسلًا.
وأما رواية عطاء بن السائب، فرواها عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو.
والقول في رواية عطاء بن السائب، أن ما لم يذكره أبو إسحاق، عن السائب، ولم يذكره أبو سلمة، عن عبد الله بن عمرو، فإن كان قد توبع عليه من أحاديث أخرى والتي نقلت لنا صفة صلاة الكسوف والخطبة، كان ذلك محفوظًا.
وما خالف فيه عطاء، مثل كونه لم يذكر الركوع الثاني، أو تفرد به مما لم يذكر في أحاديث صلاة الكسوف ففي النفس من قبوله شيء، خاصة أن عطاء بن السائب ليس من المتقنين، إذا علم ذلك =

<<  <  ج: ص:  >  >>