وأعاده بسنده (ص: ٣٦٥)، إلا أنه لم يذكر سعيد بن المسيب، وفيه: ( … فقام ذو الشمالين عمرو بن نضلة … فلما يَقَّنه الناس رجع، فأتم ما بقي من صلاته، ولم يسجد سجدتي السهو). ورواه ثالثة بالإسناد نفسه، إلا أنه لم يخالف في إسناده، (ص: ٣٦٤)، فقال: عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة، وفيه: ( … فقام عبد بن عمرو بن نضلة من خزاعة حليف لبني زهرة … ) الحديث. فمرة قال: فقام عبد بن عمرو بن نضلة. وقال في أخرى: (فقام عمرو بن نضلة). وفي نفي سجود السهو، قال في رواية الذهلي، من رواية أبي داود: (ولم يسجد سجدتي السهو حتى يقَّنه الله ذلك)، وهذا يفيد: أنه سجد سجدتي السهو حين تيقن الخطأ. وفي رواية الذهلي، من رواية ابن خزيمة: (ولم يسجد سجدتي السهو حين يقنه الناس)، وهذا نفي للسجود بالمرة. وفي رواية ثالثة قال: (فلما يَقَّنه الناس رجع فأتم ما بقي من صلاته)، فجعل قوله: (يقنه الناس) للرجوع والبناء على الصلاة، ولم يجعل ذلك في سجود السهو، لا نفيًا ولا إثباتًا. وهذا الاضطراب كما قلت من سوء حفظ محمد بن كثير، فلم يضبط إسناده، ولا متنه، كما لم يضبط اسم ذي الشمالين. والله أعلم. قال ابن خزيمة: فقوله في خبر محمد بن كثير، عن الأوزاعي، في آخر الخبر: (ولم يسجد سجدتي السهو حين يقَّنه الناس)، إنما هو من كلام الزهري، لا من قول أبي هريرة .... فهؤلاء الوليد بن مسلم، ومبشر، ومحمد بن كثير قد رووه عن الأوزاعي موصولًا، وقد خالفهم كل من: محمد بن يوسف الفريابي، كما في صحيح ابن خزيمة (١٠٤١). وعبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين، كاتب الأوزاعي، كما في التمهيد لابن عبد البر (١١/ ٢٠٣)، وعمر بن عبد الواحد، من أثبت أصحاب الأوزاعي، ذكر ذلك الدارقطني في العلل (٩/ ٣٧٥)، ثلاثتهم رووه عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة ابن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، ولم يذكروا أبا هريرة. واختصره ابن خزيمة، فقال: بهذه القصة، ولم يذكر أبا هريرة وانتهى حديثه عند قوله: فأتم ما بقي من صلاته. وزاد عبد الحميد بن حبيب: ولم يسجد السجدتين اللتين يسجدان في وهم الصلاة حين ثبته الناس. قال الدارقطني في العلل (١٨١٠): يرويه الأوزاعي، واختلف عنه، فرواه محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد، وأبي سلمة، وعبيد الله =