للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وذكر البخاري في تاريخه الكبير حديثه هذا في ترجمة صهيب أبي الصهباء البكري (٢٩٦٤).
وقال عبد الحق في الأحكام الكبرى (٢/ ١٦١): أبو الصهباء: اسمه صهيب مولى ابن عباس، مدني ثقة … ».
ويشكل على هذا أن مولى ابن عباس مدني، وهذا بصري.
وقيل: صهيب في الإسناد رجل من أهل البصرة.
فقد رواه محمد بن جعفر وعفان كما في مسند أحمد،
وأبو داود الطيالسي في مسنده، ثلاثتهم رووه عن شعبة، عن الحكم، عن يحيى بن الجزار، عن صهيب، قلت: من صهيب؟ قال: رجل من أهل البصرة.
وقال النسائي: أبو الصهباء صهيب، ضعيف بصري. انظر: تذهيب تهذيب الكمال (٤/ ٣٦٢).
وقال ابن رجب في شرحه للبخاري (٤/ ١٠): «وذكر الإمام أحمد هذا الحديث، واستدل به على أن الصلاة إلى غير سترة صحيحة، وقال: ليس هو بذاك؛ يعني: من جهة إسناده، ولعله رأى صهيبًا هذا غير معروف، وليس هو بأبي الصهباء البكري، مولى ابن عباس، فإن ذاك مدني».
فابن أبي حاتم ترجم في الجرح والتعديل لاثنين أحدهما ذكره في الأسماء (٤/ ٤٤٤)، وسماه بصهيب أبو الصهباء البكري، وقال عبد الرحمن: سئل أبو زرعة عن أبي الصهباء صهيب مولى ابن عباس، فقال: مديني ثقة.
والثاني: ترجم له في الكنى، ولم يذكر اسمه، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا (٩/ ٣٩٤): وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن اسمه، فقال: لا أعرف اسمه.
ففرق بينهما، فالأول عرف اسمه، ووثقه أبو زرعة، والثاني: لم يعرف اسمه، ولم يذكر فيه جرحًا، ولا تعديلًا. وانظر: الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم في الكنى (٣/ ١٣٦٢).
وفي التقريب: مقبول، أي حيث يتابع، وإلا فلين. وإذا كان لينًا إذا انفرد، كيف يكون إذا خالف، فلا شك في نكارة ما رواه.
العلة الثانية: قد روى هذا الحديث عبيد الله بن عبد الله بن عتبة الإمام الفقيه مفتي المدينة وعالمها، وأحد الفقهاء السبعة، رواه عن ابن عباس، وروايته في الصحيحين، فذكر أن المرور كان أمام الصف، ولم يذكر ما ذكره صهيب من أن ابن عباس قد مر بين يدي رسول الله ، ولا أن الحمار فعل ذلك، ولم يذكر قصة الجاريتين، وتفريق النبي بينهما، وسبق تخريج رواية عبيد الله بن عبد الله.
فلا شك في نكارة ما تفرد به صهيب مخالفًا فيه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة.
جاء في المعرفة والتاريخ (١/ ٥٦١): حدثنا أبو بكر الحميدي، قال: حدثنا سفيان، قال: سمعت الزهري يقول: لما جالست عبيد الله بن عبد الله بن عتبة صرت كأني أصحب بحرًا.
وساق ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير في السفر الثالث (٢٢٢٥) بإسناده إلى الزهري، قال: كنت أظن أني نلت من العلم حتى جالست عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود.=

<<  <  ج: ص:  >  >>