وقال أبو نعيم بن عدي: سمعت أبا حاتم الرازي في منزله، وعنده ابن خراش وجماعة من مشايخ أهل الرأي وحفاظهم، فذكروا ابن حميد، فأجمعوا على أنه ضعيف في الحديث جدًّا، وأنه يحدث بما لم يسمعه، وأنه يأخذ أحاديث أهل البصرة والكوفة فيحدث بها عن الرازيين. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال البخاري: حديثه فيه نظر. وحكام بن سليم الرازي ثقة، إلا أن أحمد تكلم في روايته عن شيخه عنبسة، قال أحمد فيما نقله الأثرم عنه كما في تهذيب التهذيب (٢/ ٤٢٢): «كان حسن الهيئة، قدم علينا وكان يحدث عن عنبسة أحاديث غرائب». الطريق الثاني: أم كلثوم بنت أسماء، عن عائشة. فرواه الطبراني في الأوسط (٨٦٥٢) من طريق عبد الله بن صالح، والعقيلي في الضعفاء (٣/ ٨٠) من طريق داود بن منصور، كلاهما عن الليث، عن عبد الرحيم ابن خالد بن زيد، عن يونس بن يزيد، عن الأوزاعي، عن أم كلثوم بنت أسماء، عن عائشة، قالت: جئت رسول الله ﷺ ذات يوم وهو في المسجد قائمًا يصلي، والباب مجافٍ مما يلي القبلة، متنحيًا من المسجد، فاستفتحت، فلما سمع رسول الله ﷺ صوتي أهوى بيده ففتح الباب، ثم مضى على صلاته. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا بهذا الإسناد، تفرد به الليث بن سعد. أم كلثوم بنت أسماء بنت أبي بكر، قد ذكرها ابن حبان في الثقات (٦٤٦٤)، وقال: تروي عن أم سلمة وعائشة. اه وأظن روايتها عن أم سلمة لم تثبت، كما سيأتي إيضاحه إن شاء الله تعالى. وقد وصل إلينا من حديث أم كلثوم بنت أسماء حديثان، كلاهما عن عائشة، حديثها هذا في فتح النبي ﷺ الباب، وهو في الصلاة، ولم تتفرد به كما علمت من التخريج. وحديث إقرار النبي ﷺ لعلي بن أبي طالب في قتله العقرب وهو يصلي، وله شاهد من حديث أبي هريرة (أن رسول الله ﷺ أمر بقتل الأسودين: الحية والعقرب). وسيأتي تخريجه إن شاء الله تعالى. وحديثاها من رواية الأوزاعي عنها. وقد ذكر ابن حبان في الثقات أنه روى عنها أيضًا أم موسى بن عقبة. اه والذي وقفت عليه من رواية أم موسى بن عقبة، عن أم كلثوم، عن أم سلمة. وأم كلثوم هذه هي بنت أم سلمة، ربيبة المصطفى ﷺ، انظر: الوقوف من مسائل الإمام أحمد (٢٨٢)، فعلى هذا تكون أم كلثوم لم يرو عنها إلا راوٍ واحد، هو الأوزاعي، ولم يوثقها أحد إلا ابن حبان حيث ذكرها في الثقات. وقد قال الذهبي في الميزان (٤/ ٦٠٤): ما علمت في النساء من اتهمت، ولا من تركوها. اه =