للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عن عائشة أم المؤمنين أخبرته أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير، فلما رآها رسول الله قام على الباب، فلم يدخله، فعرفت في وجهه الكراهية، فقلت: يا رسول الله أتوب إلى الله، وإلى رسوله ماذا أذنبت؟ فقال رسول الله : ما بال هذه النمرقة؟ قلت: اشتريتها لك؛ لتقعد عليها وتوسدها، فقال رسول الله : إن أصحاب هذه الصور يوم القيامة يعذبون، فيقال لهم أحيوا ما خلقتم، وقال: إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة (١).

ورواه مسلم من طريق عبد العزيز بن أخي الماجشون، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع به، وزاد: قالت: فأخذته فجعلته مرفقتين فكان يرتفق بهما في البيت (٢).

وجه الاستدلال:

في هذا الحديث دليل على جواز استعمال ما فيه صورة مهانة، ولذلك أقر النبي عائشة لما قالت: اشتريتها لتقعد عليها، وتوسدها، ولم يطلب النبي بتغيير الصورة كشرط لإباحة استعمالها، وهو ما جاء صريحًا في رواية ابن أخي الماجشون، حيث جعلتها مرفقتين ولم تذكر أن الصورة قد تغيرت.

ومن ذلك تصحيح النبي شراء هذه النمرقة، مع وجود التصاوير عليها، فلو كان استعمالها حرامًا لحرم شراؤها من أجل ذلك، فلم يطلب النبي برد النمرقة، فدل على إباحة استعمالها، ولم يرسل النبي إلى البائع ينهاه عن بيع مثلها، وإنما كان البيع صحيحًا؛ لأن هذه الستارة لها وجهان في الاستعمال، مباح ومحرم، فلم يتعين الاستعمال للحرام، وإلا لبطل البيع.

الدليل الرابع:

(ح-٢٢٥٦) روى معمر بن راشد في جامعه، عن أبي إسحاق، عن مجاهد،

عن أبي هريرة، أن جبريل جاء النبي ، فعرف النبي صوته، فقال: ادخل، فقال: إن في البيت سترًا في الحائط فيه تماثيل، فاقطعوا رؤوسها، أو اجعلوه بساطًا،


(١) صحيح البخاري (٥١٨١، ٥٩٦١)، صحيح مسلم (٩٦ - ٢١٠٧).
(٢) صحيح مسلم (٢١٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>