وقد روى ابن أبي شيبة في المصنف (٢٥٢٨٧)، قال: حدثنا ابن فضيل، عن ليث، قال: رأيت سالم بن عبد الله متكئًا على وسادة حمراء فيها تماثيل، فقلت له فقال: إنما يكره هذا لمن ينصبه، ويصنعه. وليث في حفظه كلام، لكنه يسوق شيئًا وقع له مع سالم خلاف ما كان يعتقد، فمثله يصعب احتمال تطرق الوهم، ولو حدثنا أحد من الناس ما عرض له وشاهده في السوق لما اشترطنا الضبط في الحفظ إذا كان عدلًا في دينه، فكذلك ما حدث لليث مع سالم. ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (٤/ ٢٨٥) من طريق عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا الليث، قال: دخلت على سالم بن عبد الله، وهو متكئ على وسادة حمراء، فيها تصاوير، قال: فقلت: أليس هذا يكره؟. فقال: لا، إنما يكره ما يعلق منه، وما نصب من التماثيل، وأما ما وطئ فلا بأس به. وروى ابن أبي شيبة في المصنف (٢٥٢٩٤)، قال: حدثنا ابن علية، عن ابن عون، قال: كان في مجلس محمد، وسائد فيها تماثيل عصافير، فكان أناس يقولون في ذلك، فقال محمد: إن هؤلاء قد أكثروا، فلو حولتموها. وسنده صحيح. وروى ابن أبي شيبة في المصنف (٢٥٢٨٨)، قال: حدثنا ابن مبارك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنه كان يتكئ على المرافق فيها التماثيل: الطير والرجال. وسنده صحيح، وعروة أحد رواة حديث عائشة في نزع الستار. وروى ابن أبي شيبة في المصنف (٢٥٢٨٦)، قال: حدثنا حفص، عن الجعد، رجل من أهل المدينة، قال: حدثتني ابنة سعد: أن أباها جاء من فارس بوسائد فيها تماثيل فكنا نبسطها. وسنده صحيح، والجعد بن عبد الرحمن بن أوس، ويقال: أويس، وثقه ابن معين والنسائي. وروى ابن أبي شيبة في المصنف (٢٥٢٨٩)، حدثنا ابن علية، عن سلمة بن علقمة [في المطبوع: عن علقمة، والتصحيح من الاستذكار]، عن محمد بن سيرين، قال: نبئت عن حطان بن عبد الله، قال: أتى عليَّ صاحبٌ لي، فناداني فأشرفت عليه، فقال: قرئ علينا كتاب أمير المؤمنين يعزم على من كان في بيته ستر منصوب فيه تصاوير لما وضعه، فكرهت أن أحسب عاصيًا، فقمنا إلى قرام لنا فوضعته، قال محمد: كانوا لا يرون ما وطئ وبسط من التصاوير مثل الذي نصب. لم يسمعه ابن سيرين من حطان. وجاء في الاستذكار (٨/ ٤٨٧): «وكان عكرمة يقول في التصاوير في الوسائد والبسط التي توطأ هو أذل لها، قال: وكانوا يكرهون ما نصب من التماثيل ولا يرون بأسًا بما وطأته الأقدام. وعن سعيد بن جبير وعكرمة بن خالد وعطاء بن أبي رباح، أنهم كانوا لا يرون بأسًا بما يوطأ ويبسط من الصور. قال ابن عبد البر: هذا المذهب أوسط المذاهب في هذا الباب».