للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وجه الاستدلال:

قال ابن تيمية: «فأي ثلاثة كانوا من هؤلاء، لا يؤذن ولا تقام فيهم الصلاة، كانوا من حزب الشيطان الذين استحوذ عليهم، لا من أولياء الرحمن الذين أكرمهم» (١).

الدليل الخامس:

معرفة الأوقات فرض، وليس كل أحدٍ يقدر على مراعاتها، فكان الأذان من المؤذن يقوم بهذه الفريضة عن الجميع؛ ليَعُمَّ الناس العلم بالوقت كما عمَّهم


= إلا استحوذ عليهم الشيطان) ولم يذكروا لفظ الأذان.
ورواه بذكر الأذان أحمد بن يونس ووكيع إلا أنهما قد اختلف عليهما فيه:
فرواه أبو داود، كما في سننه (٥٤٧)،
والعباس بن الفضل الأسفاطي، كما في مستدرك الحاكم (١/ ٣٧٤)، والمعرفة للبيهقي (٤/ ١٠١)، كلاهما (أبو دواد والأسفاطي) روياه عن أحمد بن يونس، عن زائدة به، بعدم ذكر الأذان.
ورواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (٢/ ٣٢٨) عن أحمد بن يونس به، بذكر الأذان.
ورواه وكيع، واختلف عليه:
فرواه ابن أبي شيبة في مسنده (٣١) عن وكيع، عن زائدة دون ذكر الأذان.
ورواه الإمام أحمد في المسند عن وكيع، حدثني زائدة به، بذكر الأذان.
ورواه الإمام أحمد أيضًا عن وكيع وعبد الرحمن بن مهدي مقرونين، عن زائدة بذكر الأذان، فهل كان هذا لفظ وكيع؟ فلم أقف على رواية ابن مهدي غير مقرونة، والله أعلم.
ورواه أحمد (٦/ ٤٤٥) من طريق هشام بن سعد، عن حاتم بن أبي نصر، عن عبادة بن نسي، قال: كان رجل بالشام يقال له: معدان، كان أبو الدرداء يقرئه القرآن، ففقده أبو الدرداء، فلقيه يومًا، وهو بدابق، فقال له أبو الدرداء: يا معدان ما فعل القرآن الذي كان معك؟ كيف أنت والقرآن اليوم؟ قال: قد علم الله منه فأحسن، قال: يا معدان، أفي مدينة تسكن اليوم أو في قرية؟ قال: لا، بل في قرية قريبة من المدينة، قال: مهلًا، ويحك يا معدان، فإني سمعت رسول الله يقول: ما من خمسة أهل أبيات لا يؤذن فيهم بالصلاة، ولا تقام فيهم الصلوات، إلا استحوذ عليهم الشيطان، وإن الذئب يأخذ الشاذة فعليك بالمدائن، ويحك يا معدان.
وهذا مع اختلاف لفظه فإن في إسناده حاتم بن أبي نصر، لم يَرْوِ عنه إلا هشام بن سعد، ولم يوثق، وقال ابن القطان الفاسي وابن حجر والذهبي: مجهول. كما أن هشام بن سعد فيه ضعف، والله أعلم.
وله شواهد أعرضت عن تخريجها لأنه لم يرد في أي منها ذكر للأذان، والله أعلم.
(١) مجموع الفتاوى (١٠/ ٤٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>