كتاب موسوعة أحكام الصلوات الخمس

الدليل الثاني:

(ح-٢١٩٧) ما رواه البخاري من طريق شعبة.

ومسلم من طريق بشر بن المفضل، كلاهما عن سعيد بن يزيد أبي مسلمة، قال: سألت أنس بن مالك، أكان النبي ﷺ يصلي في نعليه؟ قال: نعم (١).

• ونوقش:

هذا الحديث يدل على عدم كراهة الصلاة في النعلين، وهو أمر متفق عليه، وقد نقل الإجماع فيه ابن تيمية، ولكن لا يتوجه الاستدلال به على الاستحباب إذا علم أن حديث الأمر بالصلاة في النعال حديث معلٌّ، وأن النبي ﷺ كان يخير

= وبالتالي لا أثر للشك فيه.
الطريق الثالث: ثور بن يزيد (ثقة) عن هلال بن ميمون.
رواه ابن عدي في الكامل (٢/ ٣١٣) حدثنا ابن صاعد، حدثنا عباد بن الوليد أبو بدر، حدثني بهلول بن مؤرق، حدثنا ثور بن يزيد، عن هلال بن ميمون عن يعلى بن راشد، عن شداد ابن أوس، قال: قال النبي ﷺ: إن اليهود إذا صلوا خلعوا نعالهم، فإذا صليتم فاحتذوا [في المطبوع: فاحتبوا] نعالكم. وفي هذا أمر بالصلاة بالنعال.
والتصحيح من النسخة التي حققها الشيخ مازن السرساوي.
وقوله: (يعلى بن راشد) الصواب يعلى بن شداد بن أوس، كما هي رواية الجماعة.
والإسناد إلى هلال بن ميمون إسناد حسن.
قال ابن عدي: فهذا الحديث من حديث ثور، عن هلال أحسن.
وقال أيضًا: ولثور بن يزيد غير ما ذكرت أحاديث صالحة، وقد روى عنه الثوري، وابن عيينة ويحيى القطان وغيرهم من الثقات ووثقوه ولا أرى بحديثه بأسا إذا روى عنه ثقة أو صدوق وله جزء من المسند لعله يبلغ مائتي حديث أو أكثر ولم أر في أحاديثه أنكر من هذا الذي ذكرته وهو مستقيم الحديث صالح في الشاميين. اه
وبهلول بن مؤرق، قال فيه أبو زرعة وأبو حاتم: لا بأس به، زاد أبو زرعة: أحاديثه مستقيمة.
قال المزي: روى له ابن ماجه حديثًا واحدًا. تهذيب الكمال (٤/ ٢٦٤).
وعباد بن الوليد صدوق، روى له ابن ماجه.
هذا ما وقفت عليه من طرق الحديث،
وقد صحح الحديث ابن حبان حيث أخرجه في صحيحه، كما صححه الحاكم، ونقل المناوي في فيض القدير عن الحافظ العراقي أنه قال في شرح الترمذي: إسناده حسن.
(١) صحيح البخاري (٣٨٦)، وصحيح مسلم (٦٠ - ٥٥٥).